كيف ابتعدت عن الفن حفاظًا على صدق تواصلي مع جمهوري؟

بعد غيبة امتدت لنحو خمس سنوات عن الساحة الفنية منذ مشاركتها في مسلسل «سكر زيادة» خلال دراما رمضان 2020، أعادت الفنانة نادية الجندي تأكيد شوقها الكبير للعودة إلى عالم التمثيل، معتبرة أن هذا الفن يمثل شغفها الحقيقي الذي تجيد أدائه باحترافية منذ طفولتها، خاصة في إطار ما تصفه بـ«الفن الجميل» الذي يصل مباشرة إلى قلوب جمهورها الوفي.

نادية الجندي والبحث المستمر عن أعمال تمثيلية ترتقي لمكانتها

حظيت نادية الجندي بلقب «نجمة الجماهير» نتيجة جهودها المتواصلة وأدوارها المعقدة التي فرضت حضورها بقوة في تاريخ السينما المصرية، حيث قالت في لقاء خاص إنها لم تبتعد عن التمثيل برغبتها الشخصية، بل بسبب قلة الأعمال التي ترتقي لمستوى ما قدمته سابقًا، مؤكدة أنها لا تقدم أي عمل لا يليق بتاريخها الفني واسمها الراسخ. ترى أن المشهد الدرامي الحالي يعاني من قلة الأعمال ذات الكتابة الجيدة، والدراما صارت أكثر سطحية، مما دفعها إلى التريث والبحث المستمر عن نصوص تحمل عمقًا إنسانيًا ودراميًا يلفت انتباه الجمهور ويرضي ذوقها الفني.

تطلعات نادية الجندي لأدوار درامية جديدة تحمل التحدي والجمال الفني

تؤكد نادية الجندي أنها جربت جميع الأنماط التمثيلية منذ بداياتها وحتى الآن، وليس هناك دور لم تؤديه، إلا أن ذلك لا يمنعها من البحث عن موضوعات درامية جديدة تضج بالحياة وتجذب المشاهد عبر مشاهد متعددة الأبعاد. كشفت عن وجود فكرة درامية كبيرة وجريئة بحوزتها تحتاج إلى إمكانيات إنتاج ضخمة، لكنها تنتظر فرصتها مع شركات الإنتاج الكبرى التي قد توفر الميزانية والدعم اللازمين. كما أشادت بأداء نجمات جيل اليوم مثل منى زكي وياسمين عبد العزيز ومنة شلبي، لكنها أشارت إلى أن معايير البطولة النسائية بالسينما في السابق كانت تتطلب جهدًا ومسؤولية أكبر من حيث تحمل أعباء الفيلم.

تكريم فيلم «الباطنية» وإنجازات نادية الجندي في السينما والغناء

حظي فيلم «الباطنية» الذي شاركت فيه نادية الجندي بتكريم خاص في مهرجان «الزمن الجميل» بلبنان، باعتباره عملاً أيقونيًا ناقش قضية تجارة المخدرات، وقد لاقى قبولاً جماهيريًا ونقديًا تجاوز العام في دور العرض، حيث استلمت نادية درع التكريم برفقة المنتج محمد مختار. طوال مسيرتها، حرصت نادية على تقديم مزيج متكامل من التمثيل والغناء والاستعراض، في أفلام مثل «خمسة باب» و«حكمت فهمي» و«الباطنية»، معربة عن رغبتها في تجميع هذه الأغاني في ألبوم خاص يعكس خفة ظلها وروحها المرحة. كما تحتفظ الفنانة بكل مقتنياتها الفنية من أزياء وإكسسوارات، وتنوي تنظيم معرض يعرض هذه التراثات التي تخص أدوارها المتنوعة، بدءًا من الشخصية الأرستقراطية وحتى الراقصة والمحامية والخادمة.

• احتفاظها بالأزياء والإكسسوارات الخاصة بكل دور
• تنوي إقامة معرض مرتب لهذه المقتنيات
• تنوع الأدوار بين الشخصيات الاجتماعية المختلفة

نقلت نادية شعورها بالتحدي تجاه كافة الزملاء الفنانين، وقدرتها على إبراز حضورها أمام أي نجم قوي، معتبرة أن المنافسة تعزز قدرتها المهنية ولا تضعفها. وتلفت إلى تفاعلها الدائم مع الأحداث الفنية في السعودية، وترى أن النهضة الفنية هناك تخدم كل العاملين في هذا المجال وتفرح الجمهور بمستجدات مثيرة. أما على صعيد المسرح، فتُبدي رغبة قوية في العودة للأداء المسرحي، لكنها تنتظر وجود نصوص جادة ومهمة تشبه روعة المسرحيات القديمة التي تترك تأثيرًا.

على الصعيد الشخصي، تعمد نادية الجندي إلى الظهور بمظهر متقن وأنيق يعكس احترامها لعملها وجمهورها، مؤكدة أن تمسكها بالحفاظ على رونقها الشبابي يعود أساسًا إلى التزامها بالرياضة المستمرة ونقاء روحها وقلبها المرتاح. وترفض منح لقب «نجمة الجماهير» لأي فنانة أخرى، لما يمثله هذا اللقب من تقدير جماهيري خاص يمنحها إياه جمهورها المخلص، سائرة على نهج التميز والإبداع.