تيك توك وسط تصاعد ضغوط الأمن القومي ومفاوضات الصفقات الكبرى: كيف تتأثر بيانات المستخدمين الأمريكيين؟

تُثير مفاوضات صفقة ملكية تطبيق تيك توك في الولايات المتحدة ضغوطًا متزايدة على الأمن القومي الأميركي، ما جعل القضية محور نقاش واسع منذ عام 2020، حين طالبت السلطات الأميركية شركة “بايت دانس” الصينية بالتخلي عن التطبيق، وإلا فسيواجه حظرًا كاملًا في السوق الأميركية. هذا الملف يُظهر تعقيدات بين المصالح الاقتصادية والأمنية، ويوضح مدى تأثير التكنولوجيا على السياسة الدولية.

مفاوضات الشركات الكبرى للاستحواذ على تيك توك في السوق الأميركية

كانت شركة مايكروسوفت من أبرز المهتمين بشراء أصول تيك توك داخل الولايات المتحدة، وسط صفقة بلغت قيمتها المليارات، حيث اقترب الرئيس التنفيذي ساتيا ناديلا من إبرام اتفاق مع إدارة ترامب، لكنه وُصف بأنه “أغرب صفقات العمل” بسبب التعقيدات السياسية والقانونية المصاحبة. لم تكتفِ مايكروسوفت باللعب وحدها في هذا الملف؛ بل دخلت شركتا “وول مارت” و”أوراكل” في مفاوضات مشتركة لإنشاء كيان جديد يُدعى “تيك توك غلوبال” يضم عمليات التطبيق بالمملكة الأميركية، إلا أن تلك الخطط تأجلت بعد قرار إدارة بايدن بفتح مراجعة شاملة لشركات التكنولوجيا الصينية، بهدف حماية الأمن القومي.

أوراكل ودورها كالمزود الرسمي لخدمات تيك توك السحابية في أميركا

استمرت العلاقة بين تيك توك وأوراكل رغم تعثر الصفقة الأولية، حيث صارت الأخيرة منذ 2022 المزود الرسمي للبنية التحتية السحابية للتطبيق في الولايات المتحدة، لتُطمئن المسؤولين الأميركيين على أمن البيانات وحماية معلومات المستخدمين من أية مخاطر محتملة أو تسريبات غير شرعية. هذه الخطوة تمثل محاولة من تيك توك للانسجام مع المتطلبات الأمنية التي تُشدد عليها السلطات، بينما تستمر القضية في إثارة الجدل حول الخصوصية وتأثير الشركات الصينية على السوق الأميركية.

تطورات حديثة في صفقة تيك توك وتأثيرها على الأمن القومي الأميركي

مع عودة ترامب إلى الساحة السياسية، تجدد الحديث عن تسوية محتملة تناسب جميع الأطراف، إذ أعلن مستشار ترامب أن الاتفاق سيُحسم خلال لقائه المرتقب مع الرئيس الصيني شي جين بينغ. وتعليقًا على الأمر، قال ترامب إن هناك صفقة “يرغب بها الشباب الأميركي بشدة لإنقاذ تيك توك”، مما يعكس أهمية التطبيق لدى المستخدمين رغم الضغوط السياسية. وأكد فريقه أن الاتفاق ناضج وينتظر فقط الموافقة النهائية من الزعيمين، مؤكدين حرص الإدارة على إنهاء الملف دون تمديدات إضافية، في ظل الأهمية الكبيرة لأمن البيانات وحماية المستخدمين من أي اختراقات.

يبقى الخلاف حول تيك توك أكثر من مجرد صفقة تجارية أو استثمار؛ فهو يعكس تحديات الأمن القومي والضغوط الجيوسياسية بين الولايات المتحدة والصين، ويُبرز كيف تصبح التكنولوجيا ساحة للتنافس الدولي والحفاظ على سلامة البيانات والمستخدمين.