الذهب يقترب من مستوى 4000 دولار للأونصة وسط تحولات غير مسبوقة في السوق
يتجه سوق الذهب خلال هذا الأسبوع الحاسم نحو موجة صعود محتملة مع احتمالات تصحيح مؤقتة قد تعيد ترتيب مراكز المستثمرين، وسط ترقب الحركات القادمة لأسعار الذهب التي تأثرت بعوامل اقتصادية وجيوسياسية متشابكة.
الترقب والتأثيرات المحتملة على تحركات أسعار الذهب هذا الأسبوع
تتركز الأنظار حالياً على تحركات أسعار الذهب التي تتأثر بشكل مباشر بسلسلة من البيانات الاقتصادية الأمريكية المفصلية التي تبدأ بمبيعات التجزئة وتصاحبها توقعات لقرارات الفائدة المرتقبة من الاحتياطي الفيدرالي؛ إذ يُنظر إلى هذه المتغيرات على أنها المحرك الرئيسي لتحديد اتجاه المعدن النفيس في الأيام القادمة، وسط تكهنات قوية حول إمكانية وصول الأسعار إلى مستويات قياسية جديدة تتجاوز 4000 دولار للأونصة. في الوقت نفسه، يجب الانتباه إلى أن الأسواق قد تشهد موجات تصحيحية نابعة من اتخاذ المستثمرين قرارات جني أرباح بعد استيعاب احتمالات خفض الفائدة، خاصة مع ما ألمح إليه رئيس الفيدرالي جيروم باول خلال جلسة جاكسون هول، ما يزيد من تعقيد المشهد ويسهم في تقلبات حادة يصعب التنبؤ بها.
العوامل الجيوسياسية وتأثيرها على تقلبات أسعار الذهب في ظل التوترات الحالية
تظل العوامل الجيوسياسية من أبرز المحركات التي تعزز الطلب على الذهب باعتباره ملاذاً آمناً في أوقات عدم الاستقرار، لا سيما مع اشتداد التوترات في منطقة الشرق الأوسط التي تلقي بظلالها على الأسواق العالمية. مثل هذه الأحداث تخلق حالة من عدم اليقين تدفع المستثمرين إلى التمسك بالمعدن النفيس كوسيلة لحماية أموالهم، مما يحد من شدة التصحيحات السعرية ويُبقي الأسعار مرتفعة، حتى في ظل بعض الهبوط المؤقت الناجم عن المضاربات أو بيانات الفائدة، فتظل هذه العوامل رافعة قوية تدعم اتجاهات الصعود المحتملة.
تحليل فني لمسار أسعار الذهب واستراتيجيات التداول الأسبوعية
من الناحية الفنية، يشهد الذهب حالياً تداولات ضمن قناة صاعد رئيسية، مع بقاء الأسعار فوق مستوى الدعم الحاسم عند 3590 دولار، ما يشير إلى استمرار النظرة الإيجابية مع توقع حدوث بعض التصحيحات المؤقتة التي تُعد فرصة لإعادة البناء الشرائي. في حال تمكن الذهب من تجاوز الحاجز عند 3660 دولار، فإن ذلك قد يفتح المجال أمام صعود تدريجي نحو مستويات 3700، 3740، وربما 3820 دولار للأونصة. أما في حال فقد الدعم الحالي، فقد تشهد الأسعار تصحيحات أعمق تمتد إلى 3520 أو 3440 دولار. مع أهمية مراقبة قرارات الفيدرالي الأمريكي وتصريحات جيروم باول التي تظل نقطة تحول تؤثر بشكل كبير على سيولة السوق وتقلباتها، لا سيما خلال هذا الأسبوع الذي يحوي عدة مناسبات اقتصادية رئيسة.
نصائح وتوصيات للمستثمرين ومتعاملين الذهب خلال فترة التقلبات
- للمستثمرين طويل الأمد: تعتبر التراجعات الحالية فرصة مناسبة لتقوية المراكز الذهبية، خاصة لمن يخططون للاستثمار بين 7 إلى 10 سنوات.
- للمضاربين على الذهب الفيزيائي (سبائك وعملات): يُنصح بشراء الذهب عند الأسعار فوق 3590 دولار وتجنب البيع إلا إذا كانت الأسعار تحت ذلك المستوى.
- لراغبي البيع: يُفضل الاحتفاظ بالمعدن النفيس ما لم تترتب حاجة ملحة للسيولة.
- لمن أنهى استثماره: يمكن جني جزء من الأرباح تحسباً لموجات تذبذب لاحقة، مع انتظار فرص شراء جديدة.
يبقى سعر الذهب في قلب الأحداث الاقتصادية والجيوسياسية، مع توقعات متباينة تُؤثر عليها عوامل متعددة تجعل من تحركات الأسعار خلال هذا الأسبوع حاسمة للمستثمرين والمضاربين على حد سواء، مما يستدعي متابعة دقيقة وإدارة محكمة للمخاطر الخاصة بكل مستثمر.