عالم أورام بريطاني يعلق على لقاح روسيا المزعوم الذي أعلن القضاء الكامل على السرطان

نجحت روسيا في تطوير لقاح جديد ضد سرطان القولون والمستقيم، مدعية أنه يُحقق فعالية تصل إلى 100% في القضاء على هذا النوع من السرطان، وهو ما أثار جدلًا واسعًا بين الخبراء الدوليين حول مصداقية هذه الادعاءات الطبية. هذا اللقاح، المسمى “إنتيرميكس”، أثار تساؤلات حول قدرته الحقيقية في مواجهة سرطان القولون والمستقيم وفعاليته العلاجية.

تفاصيل لقاح إنتيرميكس وتأثيره المتوقع على سرطان القولون والمستقيم

زعمت السلطات الروسية أن لقاح “إنتيرميكس” قادر على القضاء على جزء كبير من أورام القولون والمستقيم، مع إبطاء تقدم المرض بنسبة تتراوح بين 60 و80% خلال مراحل التجارب ما قبل السريرية، مما يشير إلى اختلاف جذري في طريقة التعامل مع هذا النوع من السرطان الذي يصعب علاجه في كثير من الحالات، لكن هذه المزاعم لم توضح إذا كانت التجارب أجريت على البشر أم على نماذج حيوانية، كما لم تكشف أي تفاصيل دقيقة حول آلية عمل اللقاح أو نتائجه التفصيلية، مما يجعل هذه البيانات غير مكتملة ويطرح تساؤلات عدة حول مدى مصداقيتها العلمية.

ردود أفعال الخبراء الدوليين حول فعالية لقاح سرطان القولون والمستقيم الروسي

أبدى عدد من علماء الأورام خبراتهم حيال الإعلان الروسي، حيث وصف الدكتور ديفيد جيمس بيناتو، الباحث في علم الأورام بجامعة “إمبريال كوليدج” بلندن، نتائج تجارب اللقاح بالمرحلة ما قبل السريرية بأنها “مذهلة ومثيرة للاهتمام”، لكنّه أبرز أن هذه النتائج لا تزال ضمن الإجراءات الأولية، وأن اللقاح لم يخضع بعد لأي تجارب سريرية على البشر، ما يعني أنه من المبكر تأكيد قدرته على القضاء على سرطان القولون والمستقيم بشكل نهائي، ويؤكد أن نجاح اللقاح يتطلب نشر بيانات موثوقة وإجراء تجارب سريرية دقيقة لتقييم السلامة والفعالية.

أهمية نشر البيانات العلمية لتأكيد فعالية لقاح سرطان القولون والمستقيم

تبقى بيانات التجارب المتعلقة بلقاح “إنتيرميكس” غير منشورة في المصادر العلمية المعتمدة، وهو ما يزيد من الشكوك في هذا الإعلان الكبير، فالتشخيص الدقيق والشفافية في عرض نتائج التجارب الإكلينيكية شرط ضروري لتأكيد قدرة اللقاح وفعاليته الحقيقية، ويشدد الخبراء على الحاجة إلى الالتزام بالمعايير العلمية ومراجعة النتائج من خلال تجارب سريرية على نطاق واسع لضمان سلامة المرضى وتحقيق تقدم حقيقي في علاج سرطان القولون والمستقيم.

• تطوير لقاحات لعلاج سرطان القولون والمستقيم يتطلب عدة مراحل دقيقة.
• البيانات العلمية المنشورة ضرورية لتقييم فعالية أي علاج جديد.
• التجارب السريرية على البشر تبقى معيارًا رئيسيًا للقبول الطبي لأي لقاح ضد السرطان.
• النتائج المبكرة، رغم أهميتها، لا تعني تحقيق شفاء كامل حتى الآن.