عيد النيروز يحتفل به اليوم الخميس في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة البابا تواضروس
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بعيد النيروز، أو رأس السنة القبطية، برئاسة البابا تواضروس الثاني، الذي يقود الصلوات والقداسات في مختلف الكنائس والأديرة داخل مصر وخارجها، حيث يشير هذا العيد إلى بداية العام القبطي الجديد 1742. يأتي النيروز في اليوم الأول من شهر توت بحسب التقويم القبطي، الذي يمتد جذوره إلى التقويم المصري القديم ويُحيي ذكرى الشهداء الأقباط الذين ضحوا بدمائهم في فترة الاضطهاد الروماني.
تفاصيل احتفالات عيد النيروز ورأس السنة القبطية 1742
شهدت بداية احتفالات عيد النيروز 1742 أمس صلاة السهرانية بمشاركة المطارنة والأساقفة والكهنة والشمامسة، حيث حرص المؤمنون على التواجد في الكنائس للمشاركة في طقوس بدء العام الجديد، الذي يمثل في ذات الوقت رأس السنة القبطية 1742. واستمرت مراسيم الاحتفال اليوم بالقداسات التي أُقيمت في مختلف الأبرشيات، حيث ترأس البابا تواضروس الثاني القداس الأهم في الإسكندرية، بينما شهدت باقي الكنائس قداسات واحتفالات تشرح أهمية هذا العيد للكبار والصغار على حد سواء. تتنوع الطقوس بين رفع بخور الباكر وترتيل الألحان الفرحية المميزة لهذه الفترة، إضافة إلى قراءات مختارة من الكتاب المقدس. وبجانب الطقوس المقدسة، نظمت بعض الكنائس فعاليات رعوية بمشاركة أبناء الرعية، تعبيرًا عن فرحهم ببدء العام القبطي الجديد.
الأبعاد التاريخية والروحية والتقويمية لعيد النيروز وعلاقته بالشهداء
يرتبط عيد النيروز ارتباطًا وثيقًا بالتقويم القبطي الذي بدأ مع اعتلاء الإمبراطور دقلديانوس عرش الإمبراطورية الرومانية عام 284 ميلاديًا، والذي أُطلق عليه عصر الشهداء بسبب الاضطهادات التي لحقت بالمسيحيين في ذلك الوقت. وحافظ الأقباط على هذا التقويم كتراث يعكس دماء الشهداء وتاريخهم. استُخدم التقويم القبطي رسميًا في مصر حتى عام 1875 حين استبدله الخديوي إسماعيل بالتقويم الميلادي، ولكن الكنيسة القبطية تقدم هذه الذكرى بصلوات ومعاني تدل على صمود الإيمان في وجه المحن. ويُعد عيد النيروز مناسبة وطنية أيضًا، حيث يمثل جزءًا من التراث المصري الأصيل، كما يؤكّد البابا تواضروس على هذا الطابع في عظته الأسبوعية التي ألقاها من الكاتدرائية المرقسية.
الطابع الزراعي للتقويم القبطي وفق شرح البابا تواضروس الثاني
في عظته الأسبوعية، سلط البابا تواضروس الثاني الضوء على الطابع الزراعي للتقويم القبطي الذي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بحياة المصريين القدماء على ضفاف نهر النيل؛ حيث ينعكس ذلك في أسماء الأشهر والتقاليد المرتبطة بها، مثل شهر “توت” الذي يقال عنه “ري ولا تفوت”، وشهر “حتحور” المعروف بـ “الذهب المنثور”، وشهر “كياك” بمثل “صباحك مساك، تقوم من على فطورك تدور على عشاك”. يوضح هذا الجانب كيف تداخل التراث الزراعي مع الروحي لتكوين هوية هذا التقويم الذي ما زال يحتفظ بأهميته في الكنيسة القبطية والمجتمع المصري بشكل عام.
الشهر القبطي | المثل الشعبي | الدلالة الزراعية |
---|---|---|
توت | ري ولا تفوت | بدء موسم الري |
حتحور | الذهب المنثور | وقت حصاد القمح |
كياك | صباحك مساك، تقوم من على فطورك تدور على عشاك | فترة النشاط الزراعي اليومي |
يُبرز عيد النيروز أهمية التقويم القبطي دينيًا وتاريخيًا وزراعيًا، فهو ليس مجرد بداية عام جديد، بل رمز لاستمرارية الإيمان وترابط الأصول الوطنية مع الروح الدينية، كما أن الاحتفالات التي تقيمها الكنيسة القبطية تؤكد على ثراء هذا التراث وتجدده عبر الزمن.