النفط يخسر 2% وسط تصاعد مخاوف فائض الإمدادات وضعف الطلب العالمي

تراجعت أسعار النفط بنحو 2% خلال تعاملات الخميس، مع بروز مخاوف فائض الإمدادات وضعف الطلب العالمي، خاصة في الولايات المتحدة، وسط أجواء تتسم بتعقيد الأوضاع الجيوسياسية في الشرق الأوسط والحرب في أوكرانيا. كانت هذه التحركات دافعًا رئيسًا لتراجع الأسعار بغض النظر عن المخاطر السياسية المتصاعدة في الأسواق.

تطورات أسعار النفط مع التأثيرات العالمية والتوقعات الراهنة

انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 1.6%، ليصل سعر البرميل إلى 66.38 دولار، فيما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي (WTI) بنسبة 1.9% مسجلاً 62.47 دولار للبرميل، وسط حالة من القلق تجاه توازن العرض والطلب. وأوضح كارستن فريتش، محلل بنك “كومرتس بنك”، أن تصريحات وكالة الطاقة الدولية حول احتمال وجود فائض كبير في سوق النفط خلال العام المقبل كانت من العوامل المحركة لتراجع الأسعار، مما دفع المستثمرين لإعادة تقييم أوضاع السوق وفقًا لمخاطر الإمدادات العالمية.

تقديرات فائض الإمدادات وضعف الطلب وتأثيرها على سوق النفط

أشارت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري إلى نمو المعروض النفطي بوتيرة أسرع من المتوقع، مدعومًا بزيادة الإنتاج التي تعتزم منظمة “أوبك+” اعتمادها اعتبارًا من أكتوبر المقبل، بعد اتفاق تم في بداية الأسبوع. في المقابل، أبقت أوبك على توقعاتها بشأن استقرار الطلب العالمي وإمدادات المنتجين الخارجيين للمنظمة، مؤكدًة حالة توازن نسبية في الاستهلاك. أوضح تاماس فارجا، محلل “بي في إم أويل أسوشيتس”، أن السوق تمر بحالة تباين واضحة؛ فهناك مخاوف من نقص المعروض وسط التوترات الجيوسياسية في بعض المناطق، إلى جانب وفرة الإمدادات المتزايدة بسبب إنتاج أوبك+ والمخزونات المتنامية.

دور الصين وروسيا في تعديل ميزان العرض والطلب العالمي للنفط

يرصد السوق بقلق زيادة صادرات النفط السعودي إلى الصين، حيث من المتوقع أن ترتفع من 1.43 مليون برميل يوميًا في سبتمبر إلى 1.65 مليون برميل يوميًا في أكتوبر، وفق عقود شركة “أرامكو” الحكومية. ومع ذلك، حذر محللون مثل جيوفاني ستاونوفو من بنك “يو بي إس” من قدرة الصين على استيعاب هذه الزيادات الضخمة، لا سيما مع بقاء مخزونات دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) منخفضة. على الجانب الآخر، سجلت إيرادات روسيا من صادرات النفط وأدويته أدنى مستوياتها منذ بداية الحرب في أوكرانيا، نتيجة العقوبات الغربية المشددة. وتزامنًا مع ذلك، ناقش وزير الطاقة الأمريكي مع مسؤول الاتحاد الأوروبي خططًا لتقييد تجارة الطاقة الروسية، وسط دعوات لتسريع تنفيذ الجداول الزمنية الأوروبية الطموحة.