أسعار النفط عالميًا تتراجع مع خسارة خام برنت 30 سنتًا في جلسة تداول اليوم

تراجعت أسعار النفط عالميًا بشكل ملحوظ هذا الأسبوع مع استمرار موجة الخسائر التي تأثرت بها الأسواق، وذلك نظرًا لمخاوف تتعلق بضعف الطلب الأمريكي، إضافةً إلى تزايد وفرة المعروض في الأسواق العالمية. وهبط خام برنت تسليم نوفمبر بمقدار 30 سنتًا، مسجلاً 66.07 دولارًا للبرميل، فيما انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 31 سنتًا إلى 62.06 دولارًا للبرميل.

تراجع أسعار النفط عالميًا مع تزايد مخاوف ضعف الطلب وزيادة العرض

شهدت أسعار النفط عالميًا تراجعًا مستمرًا، إذ فقد خام برنت نحو 0.45% من قيمته، بينما انخفض الخام الأمريكي بنسبة 0.5%، في ظل استمرار المخاوف من ضعف الطلب في الولايات المتحدة التي تمثل أحد أكبر مستهلكي النفط على مستوى العالم، إضافةً إلى ارتفاع كميات النفط المتاحة في الأسواق. هذا الانخفاض يأتي بعد خسائر تجاوزت 1.7% و2% على التوالي في جلسة الخميس، مما يُبرز حالة عدم الاستقرار في أسواق الطاقة.

كما أشارت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري إلى أن الإمدادات النفطية العالمية ستزيد بوتيرة تتجاوز التوقعات خلال عام 2025، وهذا مدفوع بقرار تحالف “أوبك+” بقيادة السعودية وروسيا رفع حصص الإنتاج اعتبارًا من أكتوبر المقبل. بينما أبقت المنظمة على تقديراتها لنمو الطلب العالمي على النفط خلال العامين القادمين، إلا أن هذا القرار يعكس حتمية تعظيم الدول المنتجة لحصتها السوقية وسط المنافسة المتزايدة.

ارتفاع صادرات السعودية من النفط وتأثيرها على سوق النفط العالمي

برزت السعودية كأحد اللاعبين الرئيسيين في سوق النفط العالمي بزيادة صادراتها إلى الصين، حيث من المتوقع أن تصل شحنات “أرامكو” في أكتوبر إلى 1.65 مليون برميل يوميًا مقارنة بـ1.43 مليون برميل يوميًا في سبتمبر، وفقًا لمصادر تجارية نقلتها وكالة “رويترز”. هذا الارتفاع يدعم تزايد المعروض في الأسواق، ما يضغط على الأسعار ويزيد من المنافسة بين الدول المنتجة.

ومن جهة أخرى، كشفت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية عن ارتفاع مخزونات النفط الخام بمقدار 3.9 ملايين برميل الأسبوع الماضي، لتصل إلى 424.6 مليون برميل، وهذا الارتفاع يعكس وفرة في المعروض يعزز الضغوط على الأسعار. كما سجلت روسيا انخفاضًا ملحوظًا في عائدات صادرات النفط، متأثرةً بالضغط الغربي والعقوبات المفروضة، حيث اقتربت من أدنى مستوياتها منذ بدء الحرب في أوكرانيا، ما يزيد من تعقيدات السوق.

اتجاهات “أوبك+” وتأثيرها على أسعار النفط عالميًا خلال 2025

تتجه تحركات تحالف “أوبك+” نحو الحفاظ على نمو إنتاج النفط، مع رفع حصة الإنتاج بداية من أكتوبر كاستراتيجية لضمان السيطرة على السوق، رغم أن المنظمة لم تغير من توقعاتها لنمو الطلب العالمي حتى نهاية 2026. تظهر هذه الخطوة رغبة السعودية وروسيا في تعزيز حصتهما السوقية في ظل التنافس على زبائن أكبر مثل الصين والولايات المتحدة.

الجدير بالذكر أن تحالف “أوبك+” يعتمد على نوع من المرونة في تعديل الإنتاج بما يتناسب مع متغيرات الطلب والعرض، مما يعطي قدراً من الاستقرار للسوق رغم التذبذبات الحالية. وينتظر المستثمرون والأطراف المعنية تحركات هذا التحالف خلال الأشهر القادمة، التي ستكون حاسمة في تحديد اتجاه أسعار النفط عالميًا.