مسؤول سد النهضة الإثيوبي يوجه رسالة صارمة لمصر والسودان: “الدفع أصبح واجبًا عليكم”

سد النهضة الإثيوبي يفرض على مصر والسودان دفع نصف تكاليف بنائه بسبب الاستفادة المشتركة، وهذا ما أكده مسؤول إثيوبي بارز، حيث شدد على أن الملء النهائي لخزان السد سيستمر رغم المخاوف المتعلقة بالتأثيرات المحتملة على دولتي المصب. يأتي هذا التصريح تزامناً مع إعلان رئيس الوزراء الإثيوبي اكتمال بناء السد بنسبة تقارب 99%، ودعوته لكلا الدولتين لحضور الافتتاح الرسمي، مؤكدًا أن السد يمثل “بركة للجميع” ويخدم مصالح المنطقة.

مسؤول إثيوبي يؤكد ضرورة تحميل مصر والسودان جزءًا من تكلفة سد النهضة

أوضح مدير مشروع سد النهضة كيفلي هورو أن مصر والسودان من المفترض أن يتقاسما مع إثيوبيا تكاليف بناء السد، مشيراً إلى استفادتهما من الموارد المائية التي يقدمها المشروع، وهذا ما يجعل تحميلهما جزءًا من النفقات أمرًا منطقياً في نظر الجانب الإثيوبي؛ الأمر الذي أثار جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والدبلوماسية لدول المصب، خاصة مع استمرار ملء الخزان رغم التحذيرات من تبعات هذا الإجراء. ويرى المسؤول الإثيوبي أن توقف عملية الملء غير وارد، مما يعكس التصميم القوي لإثيوبيا على إتمام المشروع رغم التوترات القائمة.

الاحتفالات في إثيوبيا ورفض مصر والسودان دعوة الافتتاح الرسمي للسد

شهدت مناطق أديس أبابا وبني شانغول-غوموز احتفالات شعبية ضخمة احتفاءً بما وصف بـ”الحلم القومي” الذي تحقق بعد 14 عامًا من العمل المتواصل على بناء السد؛ حيث قدم رئيس الوزراء آبي أحمد الدعوة الرسمية لمصر والسودان لحضور الافتتاح الذي طال انتظاره، مركزًا على أن السد يشكل فرصة تنموية للجميع. لكن مصر رفضت هذه الدعوة بشكل قاطع، معتبرة الافتتاح انتهاكاً واضحًا للقانون الدولي الذي ينص على ضرورة التنسيق والاتفاق بين الدول المتشاطئة، فيما حذّر السودان من تداعيات هذا المشروع على أمنه المائي، مشيرًا إلى احتمال نقص يصل إلى 25% في تدفق المياه في مواسم الجفاف وتأثيرات أمنية تهدد سدوده.

أهمية سد النهضة وتأثيراته المحتملة على دولتي المصب مصر والسودان

يحتل سد النهضة موقعًا استراتيجيًا حيوياً على نهر النيل، وهو يعد الأكبر في إفريقيا، حيث يوفر مشروعات ضخمة لتوليد الكهرباء تسعى إثيوبيا من خلالها لتحقيق استقلالية طاقوية تنعكس إيجابًا على تنميتها الاقتصادية. غير أن هذا المشروع يطرح تحديات كبيرة أمام مصر والسودان اللتين تعتمد كل منهما بشكل رئيسي على مياه النيل؛ إذ يمكن أن تؤدي عمليات الملء والتشغيل إلى تقليل كميات المياه المتدفقة، خاصة في فترة الجفاف، مما يهدد الأمن الغذائي والمائي في المنطقتين. وقد أبدى القائمون في السودان خشيتهم من حدوث خلل أمني في سدودهم الباقية جراء التغيرات المحتملة في تدفق المياه، ما يعزز الحاجة إلى اتفاقيات ملزمة تحد من الأضرار.

  • سد النهضة يمثل رمزاً للتنمية الاقتصادية في إثيوبيا رغم الخلافات الدولية.
  • مصر والسودان يتحملان مسؤولية كبرى في التفاوض حول الكميات والتكاليف لضمان حقوقهما المائية.
  • استمرار عملية الملء قد يؤثر سلبًا على الأمن المائي للمنطقتين، خصوصًا في مواسم الجفاف.

مراسل وصحفي ميداني، يركز على نقل تفاصيل الأحداث من قلب المكان، ويعتمد على أسلوب السرد الإخباري المدعوم بالمصادر الموثوقة لتقديم صورة شاملة للجمهور.