في السعودية قصر فاخر يضم أندر السيارات الفارهة وأفخم قطع الأثاث التي تأسر الأنظار

تحتفظ قصر مهجور بالرياض بمجموعات نادرة من السيارات الفارهة والأثاث الراقي، ما يجعل مشاهدته تجربة مميزة لعشاق الفخامة والتاريخ، فهو شاهد حي على حقبة من الرفاهية لم تمسها السنوات التي تجاوزت 35 عامًا. يعود القصر إلى الشيخ عبد الله بن فهد الثنيان، الذي احتفظ لعقود بأثمن الذكريات من سيارات فاخرة وأثاث متقن الصنع، الأمر الذي يزيد من قيمة المكان ويجعله كنزًا يستحق الاستكشاف.

الاحتفاظ بسيارات فاخرة نادرة داخل القصر المهجور بالرياض

يقع القصر المهجور وسط مزرعة واسعة، وهو ما يجعل السيارات الفاخرة الموجودة داخل الجراج الخارجي تبدو وكأنها توقف الزمن عندها، حيث تجمع بين الطرازات الكلاسيكية وأحدث ما كان متوفرًا في وقته، وتُقدر قيمتها اليوم بملايين الريالات؛ فقد تركت العائلة سياراتها في مكانها دون تعديلات أو استخدام، ليبعث الفيديو بذلك مزيجًا من الذهول والإعجاب. كما يعرض الفيديو أتوبيسات رحلات السفاري التي تعكس نمط العيش الراقي وأسلوب الضيافة الفخم الذي كان متبعًا داخل القصر، مما يؤكد أن القصر ليس مجرد مكان سكن بل تحفة من الرفاهية التي بقيت محفوظة عبر الأجيال.

لماذا ترك قصر عبد الله بن فهد الثنيان مهجورًا دون تغيير؟

فيصل بن عبد الله الثنيان، أحد أبناء الشيخ عبد الله، يوضح أن القصر تم إهماله عمدًا ليكون ذكرى حية لوالدهم، إذ إن العائلة انتقلت إلى منطقة أخرى تُعرف بالعامرية، لكن القصر بقي محتفظًا بكل محتوياته الفريدة دون تحديث، ما يجعله شاهدًا على تاريخ الأسرة وطرق الحياة في تلك الفترة؛ حيث كان جزءًا من الضيافة داخل المزرعة التي تعود للشيخ عبد الله. هذه الرغبة في الحفاظ على الذكرى تعكس قيم التقدير والمحافظة على التراث العائلي، مما أضفى على القصر أهمية استثنائية في تاريخ المدينة.

عبد الله باشا.. شخصية بارزة من آل سعود في التاريخ العثماني

يُعد عبد الله بن فهد الثنيان شخصية تاريخية مميزة، إذ ينتمي إلى فرع آل ثنيان من أسرة آل سعود؛ وُلد في يوليو 1843 بالرياض، وتولى والده الأمير عبد الله بن ثنيان منصب الأمير الخامس للدولة السعودية الثانية قبل وفاته في قصر المصمك. في عام 1879، انتقل عبد الله إلى القسطنطينية في محاولة لاستعادة السيطرة على واحة الأحساء التي كانت تحت الحكم العثماني، ولكن محاولاته لم تُكلل بالنجاح. عرف هناك بلقب عبد الله باشا، وبعدها تضاءلت أخبار عن نشاطاته، لكنه أسس عائلة استمرت في لعب أدوار مهمة، فتزوج تعزروه هانم وأنجب أبناء لهم أدوار بارزة مثل محمد الذي أصبح طبيبًا في الجيش العثماني، ووالد الملكة عفت زوجة الملك فيصل، وأحمد الذي عمل مستشارًا للملك عبد العزيز آل سعود. هذا التاريخ العائلي الممتد يبرز كيف تجمع الأسرة بين صنع القرار السياسي والتراث العميق بين السعودية والقسطنطينية، مع الحفاظ على النفوذ والأدوار الاجتماعية عبر الأجيال.