حاكم الشارقة يطلق فعاليات المنتدى الدولي للاتصال الحكومي بحضور عالمي واسع

تُعد فعاليات المنتدى الدولي للاتصال الحكومي منصةً رئيسية تجمع نخبة المتحدثين والمتخصصين من مختلف دول العالم؛ حيث انطلقت الدورة الـ14 أمس في مركز إكسبو الشارقة، تحت شعار «اتصال من أجل جودة الحياة»، بتنظيم المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، وبحضور صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ووجهاء من القيادة الرشيدة في الإمارة.

كيف يعزز المنتدى الدولي للاتصال الحكومي جودة الحياة من خلال التواصل الفعال

في كلمته الافتتاحية، استعرض سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي تجربة الحاكم العادل عمر بن عبدالعزيز، الذي شكل نموذجًا رائدًا في الإدارة المالية والاجتماعية لدولة توسعت اقتصادياً بشكل كبير؛ إذ لم يكن اكتناز الأموال هو الخيار، بل تم توجيه الموارد لتحقيق العدالة الاجتماعية بالسعي نحو القضاء على الفقر، وتسديد ديون المحتاجين، ودعم الفقراء بشكل مباشر، حتى وصل الأمر إلى مبادرات غير مسبوقة مثل نثر القمح على رؤوس الجبال لتأكيد حسن توزيع الثروات. هذا المثال التاريخي يوضح كيف أن الاتصال الحكومي الناجح يرتبط بفهم عميق لحاجات المجتمع، والشفافية في إدارة المال العام، بحيث يصبح القرار مدرجًا ضمن حوار مجتمعي يضمن المشاركة والشراكة بين المسؤولين والمواطنين.

دور حاكم الشارقة في تعزيز التنمية عبر رؤية تركز على الإنسان وجودة الحياة

أشار سموه إلى أن هذه الرؤية التي بدأتها الدولة الإسلامية العريقة تتواصل في مسيرة التنمية التي يقودها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، الذي يجعل من الإنسان جوهر التنمية، وبناء الثقافة أساس التواصل، والقيم موجهة التقدم الاستدامي. ويمثل المنتدى الدولي للاتصال الحكومي أداة أساسية للنهوض بالممارسات الاتصالية الحكومية، إذ يخصص كل دورة محورًا رئيسًا يسعى لتطويره، وهذا العام خصصت الفعاليات لربط الاتصال وتحسين جودة الحياة، مما يؤكد أن هدف الاتصال هو خدمة الناس ورفع واقعهم، لا مجرد نقل الرسائل شكليًا، بل تحويل المتلقين إلى شركاء فعليين في التنمية.

كيف ساهمت مبادرات التواصل المجتمعي في تعزيز التكافل ودعم الأسرة بالشارقة

في جلسة بعنوان «من وعي الأسرة إلى تكافل المجتمع»، شاركت سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مجلس الشارقة للأسرة والمجتمع، تجربتها الشخصية التي تحولت من اهتمام بسيط بأسرتها إلى مسؤولية وطنية شاملة، حيث بادرت بإطلاق نادي المتنزه للفتيات بدعم وتوجيه صاحب السمو حاكم الشارقة، لتحقيق بيئة تحفز اكتشاف المواهب وصقل المهارات وممارسة الرياضة. وأكدت سموها أن ثقة المجتمع وأولياء الأمور كانت أكبر التحديات في البداية؛ لكن النادي نجح بسعيه الدؤوب، ليصبح نموذجًا يحتذى به في تمكين المرأة ودعم القيم الأصيلة، مما ساهم في بناء جيل جديد متوازن ومتماسك، يرتكز على الهوية والقيم الإسلامية والعربية.

تُظهر هذه الفعاليات كيف يصنع الاتصال الحكومي المتميز فارقاً حقيقياً في حياة الأفراد والمجتمع، عبر تحويل الموارد والقرار إلى أدوات للحوار والنمو، بحيث تبقى جودة الحياة هدفاً مشتركاً تتكاتف فيه جهود القيادة والشعب، وتستمر مسيرة التقدم بخطى ثابتة تجمع بين الحكمة والتواصل المستمر.