السيارات الصينية تكتسح الشرق الأوسط: الأسباب الحقيقية وراء شعبية غير متوقعة

شهدت صادرات السيارات الصينية إلى الشرق الأوسط زيادة مذهلة خلال السنوات الست الماضية، مع تجاوز أعداد السيارات المصدرة لأكثر من مليون سيارة في عام 2024، مقارنة بحوالي 150 ألف سيارة في 2019، حيث حظيت سيارات الدفع الرباعي والشاحنات الصغيرة الصينية بشعبية خاصة في دول الخليج بفضل عمليتها وتنوع استخداماتها.

انتشار سيارات الدفع الرباعي الصينية في دول الخليج وأسباب الإقبال المتزايد

في دول الخليج تحديدًا، تُعد سيارات الدفع الرباعي مثل موديلات شانغان وجيتور من أبرز السيارات الصينية التي لاقت قبولًا واسعًا، خصوصًا بين المستخدمين الباحثين عن جودة عالية بأسعار تنافسية؛ فهذه السيارات تجمع بين تصميم داخلي فاخر ومميزات إلكترونية متطورة مثل الرادارات وأجهزة الاستشعار الكثيرة، والتي عادة ما تغيب في السيارات اليابانية أو الكورية ذات السعر المماثل، مما يجعل السيارة الصينية خيارًا جذابًا للكثيرين. يرى مستخدمون مثل جعفر الحيقي من البحرين أن السيارات الصينية لا تقتصر على كونها وسيلة نقل فقط، بل تقدم تجربة متكاملة تجمع بين تقنيات الأمان والترفيه، ما يعكس تقدمًا متسارعًا في صناعة السيارات هناك. كما يشير ناصر المري من السعودية إلى أن هذه السيارات تمتاز بأسعار مناسبة وميزات تجعلها منافسة قوية في الأسواق الخليجية، خاصة مع التصميم الجلدي الداخلي والشاشات الكبيرة والكاميرات وأنظمة الترفيه المتطورة، رغم بعض الآراء السلبية التي تتردد أحيانًا عبر الإنترنت.

توجه إقليمي متصاعد للسيارات الصينية رغم المخاوف الأمنية والتحديات

أظهرت الدراسات الحديثة التي قامت بها شركات بحثية من دبي ونيويورك قبولًا متزايدًا للسيارات الصينية لدى الجمهور الخليجي، حيث أعرب 79% من السعوديين عن مشاعر إيجابية تجاه هذه السيارات مقارنةً بنسبة 42% في أمريكا، وذلك بالرغم من وجود عقبات جمركية وأمنية تواجه دخول السيارات الصينية إلى الأسواق الغربية. ومن الجدير بالذكر أن سيارات الدفع الرباعي الصينية استطاعت أن تثبت نفوذها داخل أسواق أوسع مثل الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، رغم المخاوف المتعلقة بجمع البيانات وحماية الخصوصية، والتي أثارتها أنظمة الاستشعار العالية التي تجهز بها هذه السيارات. يضاف إلى ذلك أن الجيش الإسرائيلي حظر دخول سيارات صينية إلى القواعد العسكرية خشية تسريب معلومات أمنية، إلا أن الاستيراد يستمر بأعداد كبيرة مؤكدًا تدفق الطلب على هذه السيارات في المنطقة.

خطط توطين صناعة السيارات الصينية لتعزيز السوق ودعم المستهلكين في الشرق الأوسط

لتذليل العقبات المتعلقة بالصيانة وقطع الغيار، بدأت الشركات الصينية في بناء بنية تحتية لخدمات مراكز الصيانة وتوزيع قطع الغيار في الشرق الأوسط، مع الإعلان عن افتتاح مراكز إقليمية في دول مثل مصر والإمارات والجزائر وتركيا. تشمل هذه الخطط إقامة مصانع لتصنيع الموديلات والأجزاء؛ حيث يُتوقع أن تصبح مصر مركزًا إقليميًا لصناعة السيارات الصينية، ما يسهم في توفير فرص عمل ونقل التكنولوجيا المتطورة التي تعزز الإقتصادات المحلية. ورغم أن بعض هذه المصانع ستعتمد على تجميع أجزاء مستوردة من الصين، إلا أن تدريبات العمالة المحلية وتوسيع نطاق التصنيع سيخلق أثرًا أعمق وأوسع، يدفع عجلة الإنتاج والنمو في المنطقة. من شأن هذه الخطوات أن تخفف المخاوف المقلقة المتعلقة بتوافر قطع الغيار، وتسهل على المستهلكين صيانة سياراتهم الصينية بشكل أكثر فعالية.

الدولة نوع الاستثمار الفائدة المتوقعة
مصر مصانع تصنيع وتجميع السيارات مركز إقليمي للتصدير، توفير فرص عمل، نقل تكنولوجيا
الإمارات مراكز صيانة وتوزيع قطع غيار تحسين خدمة ما بعد البيع
الجزائر مصانع تجميع أجزاء تعزيز الإنتاج المحلي ودعم السوق
تركيا مصانع تصنيع وعمليات صناعية تطوير الصناعة وتعزيز الاستدامة الصناعية

كاتب لدي موقع عرب سبورت في القسم الرياضي أهتم بكل ما يخص الرياضة وأكتب أحيانا في قسم الأخبار المنوعة