انهيار محتمل في أسعار النفط خلال الأشهر القادمة يهدد سوق الطاقة

توقعت إدارة معلومات الطاقة الأميركية انخفاض أسعار النفط العالمية بشكل ملحوظ خلال الأشهر القادمة، نتيجة زيادة إنتاج الدول الأعضاء في تحالف أوبك بلس التي ستؤدي إلى تراكم مخزونات النفط بشكل كبير، حيث ستشهد المخزونات ارتفاعًا قدره 2.1 مليون برميل يوميًا في النصف الثاني من عام 2025، وستستمر هذه المستويات المرتفعة حتى العام المقبل.

تأثير زيادة إنتاج أوبك بلس على توقعات أسعار النفط العالمية

أصدر تقرير إدارة معلومات الطاقة تحذيرًا بشأن استمرار ارتفاع مخزونات النفط بسبب زيادة إنتاج تحالف أوبك بلس، حيث سينعكس ذلك سلبًا على أسعار النفط العالمية؛ إذ من المتوقع أن يتسبب فائض المعروض في انخفاض الأسعار بشكل ملحوظ. ويأتي هذا التقرير قبل قرار تحالف أوبك بلس الأخير في بداية الأسبوع الحالي بزيادة الإنتاج في أكتوبر القادم، مما يعزز حالة التكدس في الأسواق النفطية، وهي خطوة تؤكد استمرار السياسة الإنتاجية التي ترفع من حجم الإمدادات رغم انخفاض الطلب نسبيًا.

الطلب المتواضع ودوره في تحريك أسعار النفط المتوقع

أكدت إيما مظهري، الرئيسة التنفيذية لتجارة النفط في شركة ميرسك للشحن البحري، خلال مؤتمر آسيا والمحيط الهادي للبترول (أبيك) في سنغافورة، أن هناك احتمالية عالية لهبوط أسعار النفط بسبب طلب عالمي ضعيف مقارنة بزيادة الإنتاج. أوضحت مظهري أن التوازن العالمي بين العرض والطلب يفسر التراجع المتوقع في الأسعار، وهو ما يتماشى مع توقعات المؤسسات المالية مثل غولدمان ساكس التي ترى فائضًا في المعروض النفطي خلال 2026، خاصة مع ارتفاع إنتاج الأميركتين الذي قد يعوض خسائر الإمدادات الروسية.

ردود فعل السوق وأسعار النفط بعد الأحداث الجيوسياسية الأخيرة

شهدت أسعار النفط ارتفاعًا طفيفًا بأكثر من 1% في جلسة الثلاثاء، بعد إعلان الجيش الإسرائيلي تنفيذ هجوم استهدف قيادات من حركة حماس في العاصمة الدوحة، مما دفع العقود الآجلة لخام برنت إلى الارتفاع إلى 66.76 دولارًا للبرميل قبل أن تتراجع بشكل طفيف. كما صعدت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي إلى 62.63 دولارًا عند التسوية. هذا التذبذب المؤقت في الأسعار جاء رغم التوقعات المتشائمة لتحالف أوبك بلس، الذي وافق على زيادة إنتاجية طفيفة تبلغ 137 ألف برميل يوميًا اعتبارًا من أكتوبر، وهو مستوى أقل بكثير من الزيادات الشهرية السابقة التي تجاوزت 555 ألف برميل خلال شهري أغسطس وسبتمبر، بالإضافة إلى زيادات أقل في شهري يونيو ويوليو.

تظل توقعات أسعار النفط العالمية مرتبطة بشكل قوي بمستوى التوازن بين الطلب المتراجع وإمدادات أوبك بلس المتزايدة، ما يشير إلى احتمالية مستمرة لانخفاض الأسعار خلال الفترة القادمة مع استمرار تراكم المخزونات. في ظل هذه الظروف، تراقب الأسواق بترقب كافة العوامل الجيوسياسية والاقتصادية التي قد تؤثر على استقرار الأسعار، إذ يعكس السوق حالته المعقدة التي تمزج بين الضغوط العرضية والتأثيرات السياسية.