صلاة الكسوف والخسوف: الفروقات الأساسية وأهم الأحكام الشرعية لكل منهما

صلاة الخسوف من الصلوات السنوية التي تؤدى عند حدوث ظاهرة خسوف القمر، وهي سنة مؤكدة ثبتت في سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وهي تذكير للمسلمين بعظمة الله وقدرته على تغيير أحوال الكون، وتحث على الخشوع والدعاء والاستغفار عند ظهور هذه الظاهرة الفلكية الفريدة.

ما هو خسوف القمر وكيف يرتبط بصلاة الخسوف الشرعية؟

يحدث خسوف القمر عندما تعترض الأرض بين الشمس والقمر، فيقع القمر داخل ظل الأرض كليًا أو جزئيًا، ويصبح القمر مظلمًا أو يميل إلى اللون الأحمر الداكن، وهو ما يسمى بالقمر الدموي. وستشهد سماء سبتمبر 2025 خسوفًا قمريًا كليًا طويل الأمد يستغرق نحو 83 دقيقة، ويظهر بوضوح في السعودية ومعظم الدول العربية، بالإضافة إلى مناطق واسعة من آسيا وأفريقيا وأجزاء من أوروبا وأستراليا. ويرتبط وقت صلاة الخسوف بهذه الظاهرة الفلكية التي تبدأ مع دخول القمر في ظل الأرض وتنتهي بزوال الخسوف، فلا تصح إذا صليت بعد انتهائها.

كيفية أداء صلاة الخسوف وأبرز الأحكام الشرعية الخاصة بها

صلاة الخسوف تؤدى ركعتين، وفي كل ركعة يقوم المصلي بركوعين مع قراءتين وسجدتين، وفق ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ حيث يبدأ المصلي بالتكبير ثم يقرأ الفاتحة وسورة طويلة، ثم يركع ركوعًا طويلًا، ثم يرفع ويقرأ الفاتحة وسورة أقصر، ثم يركع ركوعًا أقل طولًا قبل أن يكمل السجدتين، ويكرر ذلك في الركعة الثانية. وتؤدى الصلاة جماعة في المساجد أو منفردين في البيوت، ولا يكون لها أذان ولا إقامة، بل يقال “الصلاة جامعة” عند النداء. بعد الصلاة، يخطب الإمام خطبة يحث فيها الناس على ذكر الله والدعاء والاستغفار والصدقة، وهو أمر مستحب خلال وقت الخسوف.

الفرق بين صلاة الخسوف وصلاة الكسوف وأهم السنن المرتبطة لهما

تختلف صلاة الخسوف عن صلاة الكسوف في الظاهرة الفلكية المصاحبة؛ فصلاة الخسوف ترتبط بخسوف القمر الذي يظهر عادةً في الليل، بينما صلاة الكسوف مرتبطة بخسوف الشمس الذي يحدث خلال النهار، لكنهما تؤدَّيان بنفس الشكل تقريبًا من حيث الركعات والركوع والسجود. يُستحب للمسلم في وقت الخسوف الإكثار من الدعاء والاستغفار وذكر الله والصدقة، كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم: “فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى الصلاة والدعاء والاستغفار والصدقة”.

تبرز أهمية صلاة الخسوف في كونها تذكيرًا حيًا للمسلم بأن الكون كله بأمر الله، وأن تغيّر الظواهر الكونية يدل على قدرة الخالق وعظمته، مما يجعل قلب المؤمن يخشع ويعود إلى ربّه بالدعاء والرجاء. ويعد حضور صلاة الخسوف والقيام بالأعمال المستحبة خلالها فرصة لتعزيز الروحانيات وتجديد الصلة بالله في أوقات تحمل معها معاني التأمل والتذكير.