صلاة الخسوف عند حدوث خسوف القمر: دلالات شرعية وحكم مستترة

تبدأ صلاة الخسوف عند حدوث خسوف القمر لتذكير المسلمين بعظمة الله وقدرته، فهي سنة مؤكدة شرعًا يؤدى بها المسلمون تعظيمًا لهذه الظاهرة الفلكية. يظهر خسوف القمر عندما تعترض الأرض بين الشمس والقمر، فتقع أشعة الشمس خلف الأرض ويغمر ظلها القمر، ما يؤدي إلى ظلامه جزئيًا أو كليًا، حيث يتحول إلى لون أحمر غامق يُعرف بالقمر الدموي.

متى وكيف تُؤدى صلاة الخسوف عند حدوث خسوف القمر

يبدأ وقت صلاة الخسوف مباشرةً مع بدء الظاهرة، أي عند دخول القمر في ظل الأرض، ويمتد حتى انتهاء الخسوف، ولا تُصلى بعد انتهائه لأن الصلاة مرتبطة بمواقيت هذه الظاهرة. تؤدى صلاة الخسوف ركعتين في جماعة بالمسجد أو منفردًا في المنازل، ويُسن أن تكون ركعاتها طويلة يخفض فيها الإمام صوته بالقراءة، ويطيل الركوع والسجود. يشرع أن يقرأ في الركعة الأولى الفاتحة وسورة طويلة ثم يركع طويلًا، ويرفع ويقرأ الفاتحة وسورة أقصر ثم يركع بركوع أقل طولًا، قبل أن يُكمل السجدتين الطويلتين، ويكرر ذلك في الركعة الثانية، مع التركيز على طول الركوع والسجود وشدة الخشوع.

الأحكام الشرعية لصلاة الخسوف وأثرها في حياة المسلم

صلاة الخسوف تعتبر سنة مؤكدة وردت في سنن النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك تأكيدًا على وجوب الخشية من الله عند تغير الظواهر الكونية. لا يُؤذن أو يُقام للصلاة، بل يُنادى “الصلاة جامعة” ويجتمع الناس لأدائها، وبعدها يذكر الإمام الله تعالى ويحث المسلمين على الدعاء والاستغفار والصدقة، مستندًا إلى قول النبي ﷺ: “فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى الصلاة والدعاء والاستغفار والصدقة”. هذه الصلاة لا تقتصر على أداء الفريضة فحسب، بل تدعو إلى تذكّر الله والإلتجاء له في كل وقت.

الفرق بين صلاة الخسوف وصلاة الكسوف وأهم عناصرها الفلكية والدينية

يختلف صلاة الخسوف التي تُصلى عند خسوف القمر عن صلاة الكسوف التي تُقام عند كسوف الشمس، في وقت كلا الظاهرتين؛ فصلاة الخسوف تكون ليلاً، والثانية تكون نهارًا، لكن كلاهما يؤديان بطريقة مشابهة. يحدث خسوف القمر عند دخول ظل الأرض عليه، أما كسوف الشمس فيحدث عندما يغطي القمر الشمس جزئيًا أو كليًا. وتعتبر هاتين الصلاتين تذكيرًا بقوة الخالق وتحذيرًا للمؤمنين وجعلاً لهم سبلاً للعودة إلى الله، مع أهمية الإكثار من الذكر والاستغفار والدعاء خلال حدوث هذه الظواهر.

يُعد خسوف القمر في سبتمبر 2025 من أطول الخسوفات القمرية في السنوات الأخيرة، حيث يستمر قرابة 83 دقيقة، وتُشاهد بوضوح في السعودية وعبر معظم الدول العربية وبعض مناطق آسيا وإفريقيا وأجزاء من أوروبا وأستراليا. فالظاهرة ليست مجرد حدث فلكي، بل فرصة لتقوية الروح والإيمان، عبر التوجه لأداء صلاة الخسوف والمداومة على الدعاء والاستغفار والصدقة خلال فترة الخسوف، كي تغدو هذه اللحظات مفعمة بالخشوع والرجاء في رحمة الله وعفوه.