الذهب بين الصعود والانهيار: تحولات حاسمة تنتظر السوق قريبًا

شهد الذهب تحركًا لافتًا في ظل التطورات الاقتصادية الأخيرة، خصوصًا بعد صدور تقرير الوظائف الأمريكية غير الزراعية (NFP)، الذي فاق التوقعات بالسلب وتأثيره المباشر على توقعات خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي خلال اجتماع سبتمبر المقبل. عديد التساؤلات تنتظر إجابات واضحة حول ما إذا كانت مكاسب الذهب الحالية هي نهاية المرحلة الصاعدة، أم أن هناك فرصًا حقيقية للوصول لمستويات قياسية قد تقارب 4000 دولار للأونصة.

تحليل تأثير تقرير الوظائف الأمريكية على أسعار الذهب في ظل التطورات الاقتصادية والجيوسياسية

تُعتبر بيانات الوظائف الأمريكية غير الزراعية (NFP) مؤشرًا رئيسيًا لتقييم صحة الاقتصاد، وما حدث مؤخراً من أرقام سلبية دفع الأسواق إلى إعادة النظر في المسار الفيدرالي المستقبلي، وتحول واضح في توقعات خفض الفائدة، وهو ما يعزز جاذبية الذهب كملاذ آمن. تضاف إلى ذلك التوترات الجيوسياسية المستمرة في الشرق الأوسط وأوروبا والتي تُضفي مزيدًا من عوامل الرفع نحو الذهب، إذ يزحف المستثمرون نحو الأصول الآمنة في سياق غموض السوق العالمي.

من جهة أخرى، تُنتظر بيانات مؤشر أسعار المنتجين (PPI) ومؤشر أسعار المستهلكين (CPI) خلال الأيام المقبلة، وهما من أهم المؤشرات التي تحدد اتجاه التضخم، وبناءً عليه قرارات الفيدرالي بشأن الفائدة. وبالرغم من التراجع النسبي لمعدلات التضخم في الفترات السابقة، فإن هذه القراءات ستحدد مدى احتمالية خفض الفائدة إما بنسبة 25 أو 50 نقطة أساس، مما يعزز من ديناميكية أسعار الذهب في السوق.

التحليل الفني للذهب وتوقعات الأسعار في ظل بيانات التضخم الأمريكية

يستمر الذهب في التداول داخل قناة صاعدة رئيسية، ويُظهر قوة على مستوى الزخم والاتجاه العام للسوق، مع بقاء مستوى 3590 دولارًا للأونصة كحاجز نفسي رئيسي. هذا المستوى يمثل مفترق طرق مهمًا؛ إذ إذا استطاع الذهب المحافظة على التداول فوقه، فمن المرجح أن يستهدف 3660 دولارًا ثم 3740 دولارًا كأهداف صعودية مميزة.

لكن في حالة كسر هذا الحاجز نزولاً، ستكون هناك موجة تصحيح قد تستهدف مستوى الدعم القوي عند 3520 و3500 دولار، ما يستدعي المزيد من الحذر من احتمال حدوث تراجع في الأسعار. هذه التحركات الفنية تتزامن مع أسبوع حافل بإصدار بيانات التضخم ومؤشرات اقتصادية أمريكية أخرى، مما يزيد التقلبات السعرية ويجعل توقيت الاستثمار أكثر حساسية.

استراتيجيات الاستثمار في الذهب حسب نوع المستثمر وسط توقعات تقرير الوظائف الأمريكية

للمضاربين على المدى القصير، فإن اختراق مستوى 3640 دولار على إطار الخمس عشرة دقيقة يُعتبر إشارة جيدة لبدء فرص شراء تستهدف مستويات 3700 و3780 دولارًا، في حين أن الفشل في تجاوز هذا المستوى قد يعيد الأسعار إلى نطاق 3550 دولار وما دونها.

أما المستثمرون في السبائك والذهب بعيدة المدى، فيوجد وقت مناسب للشراء الحالي، بالنظر إلى أن الأفق الزمني الممتد من خمس إلى سبع سنوات يمكّنهم من تجاوز تقلبات السوق القصيرة، ويحافظ على القيمة الشرائية للمال مع تحقيق عوائد متوازنة مع مرور الوقت.

في حالة المضاربين على الكاشين، فإن متابعة مستوى 3590 دولار بعناية تعتبر ضرورية، حيث أن الاستقرار فوقه يضمن استمرار المراكز الشرائية، والتوجه نحو 3660 دولار، أما كسره نحو الأسفل يفتح المجال لفرص شراء أفضل بأسعار أقل، شرط بقاء الأسعار فوق مستوى الدعم الأساسي عند 3500 دولار.

بالنسبة للمدخرين، يستحسن تأجيل اتخاذ قرارات الشراء حتى صدور قرار سعر الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي، إذ قد يشهد السوق حركة تصحيحية عقب ارتفاعات الأسعار الأخيرة، مما قد يوفر فرصًا أكثر جاذبية للدخول عند مستويات أقل.

نوع المستثمر الاستراتيجية المستويات الرئيسية
المضاربون قصير الأجل استهداف فرص شرائية مع اختراق مستويات مقاومة 3640 دولار، 3700 دولار، 3780 دولار
المستثمرون طويل الأجل شراء للحفاظ على القيمة والاستفادة من الأفق الزمني المستويات الحالية وشراء تدريجي
المضاربون على الكاشين مراقبة مستوى 3590 دولار والاحتفاظ بالمراكز أو إعادة الدخول 3590 دولار، 3660 دولار، دعم 3500 دولار
المدخرون التريث حتى صدور قرار الفائدة لفرص شراء أفضل مستويات أقرب إلى تصحيح السوق

يرتبط مستقبل الذهب ارتباطًا وثيقًا بنتائج بيانات التضخم الأمريكية القادمة ورد فعل الاحتياطي الفيدرالي خلال اجتماعه المقبل؛ إذ يحمل الذهب في هذه المرحلة فرصًا متباينة، تتفاوت بين دعم فني قوي وتوترات جيوسياسية تحفز الطلب، إلى جانب مخاطر تقلبات السوق التي تستوجب المتابعة الدقيقة للمستويات الفنية والاقتصادية قبل اتخاذ القرارات الاستثمارية.

كاتب لدي موقع عرب سبورت في القسم الرياضي أهتم بكل ما يخص الرياضة وأكتب أحيانا في قسم الأخبار المنوعة