إنفاق الأندية العربية على صفقات اللاعبين الأجانب يتجاوز 750 مليون دولار في صيف 2025 مع قفزة بنسبة 28.5%

شهد سوق الانتقالات الصيفية لكرة القدم في 2025 ارتفاعًا غير مسبوق في إنفاق الأندية العربية على ضم لاعبين من الخارج، حيث بلغت قيمة الاستثمارات نحو 751 مليون دولار، مسجلة زيادة بلغت 28.5% مقارنة بالموسم السابق، الذي اقترب من 584.5 مليون دولار، وفقًا لتقارير الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”. هذا النشاط المتزايد يرافقه نمو ملحوظ في عوائد بيع اللاعبين، التي قفزت بنسبة 142% لتصل إلى 154 مليون دولار، بعد أن كانت 63.5 مليون دولار في صيف العام الماضي، ما يعكس ديناميكية واضحة في سوق انتقالات اللاعبين العرب.

النمو المتصاعد في سوق انتقالات اللاعبين العرب وتأثير السوق السعودي

يسيطر السوق السعودي بشكل بارز على حركة انتقالات اللاعبين العرب، إذ يمثل الجزء الأكبر من الإنفاق في سوق الانتقالات الصيفية لعام 2025، إذ أنفقت الأندية السعودية حتى بداية سبتمبر نحو 552 مليون دولار، بما يعادل حوالي 73.5% من إجمالي الإنفاق العربي، مع زيادة تقارب 28% مقارنة بالصيف الماضي. بعد انخفاض ملحوظ في الموسم السابق حيث تقلص الإنفاق السعودي إلى 431 مليون دولار مقارنة بـ970 مليون دولار في 2023، عادت الأندية لاستئناف استثماراتها المكثفة في اللاعبين الدوليين.

وتشهد المنافسة العربية في هذا السوق حضورًا لافتًا لأندية قطر التي حققت زيادة ضخمة في الإنفاق بنسبة 157.5% لتصل إلى 92.7 مليون دولار، بينما انخفضت الاستثمارات الإماراتية إلى 77.8 مليون دولار، متراجعة بنسبة 13% عن الموسم السابق. في الوقت نفسه، تصدرت الأندية المصرية إنفاق أندية شمال إفريقيا على ضم لاعبين أجانب بارتفاع كبير وصل إلى 477.5%، من 2.58 مليون دولار إلى 14.9 مليون دولار، فيما سجلت أندية المغرب أسرع نمو بنسبة تفوق 700% بعد قفز الإنفاق من 730 ألف دولار إلى 6.4 مليون دولار.

شهدت صيف 2025 كذلك وصول عدد اللاعبين الذين انتقلوا من الخارج إلى أكثر من ألف لاعب، منهم 460 لاعبًا إلى أندية القارة الأفريقية بإجمالي إنفاق حوالي 28 مليون دولار، مقابل 544 لاعبًا للأندية الآسيوية بقيمة بلغت 723 مليون دولار.

إيرادات قياسية للأندية السعودية وأداء موازٍ للدول العربية في سوق الانتقالات

حققت أندية الدوري السعودي إيرادات قياسية من بيع لاعبيها في صيف 2025 تجاوزت 101 مليون دولار، وهو ما يعادل 65.6% من إجمالي إيرادات الأندية العربية في السوق نفسه، مع إمكانية زيادة هذه المبالغ في نهاية فترة الانتقالات المفتوحة حتى 10 سبتمبر في السعودية، ومستمرة بعدها في الجزائر وقطر. تعود زيادة الإيرادات السعودية إلى جودة اللاعبين والتعاقدات السابقة بأسعار قياسية، ما رفع المداخيل بنسبة 264.6% مقارنة بصيف 2024 الذي بلغ فيه العائد 27.7 مليون دولار.

على صعيد الإمارات، زادت إيرادات بيع لاعبيها بنسبة 97.5% لتصل إلى 15.7 مليون دولار، بينما سجلت مصر توازنًا بين الإنفاق والإيرادات، إذ بلغت إيرادات بيع اللاعبين نحو 14.7 مليون دولار، بفارق طفيف يقل عن الإنفاق بواقع 200 ألف دولار، مع نمو سنوي في العوائد بلغ 35%. وإلى جانب ذلك، تحافظ الأندية المغربية على مستوى متقدم في الأرباح بعد تحقيقها نحو 4.5 مليون دولار، مرتفعة بنسبة 20% عن العام السابق، نتجت عن استراتيجيات صارمة في الاستفادة من بيع اللاعبين.

بلغ عدد اللاعبين الذين انتقلوا من الأندية العربية إلى الخارج حوالي 820 لاعبًا، بواقع 332 لاعبًا من أندية أفريقيا مقابل 488 لاعبًا من أندية آسيا، وبلغت قيمة هذه الصفقات 37.3 مليون دولار في أفريقيا و116.7 مليون دولار في آسيا.

قفزة تاريخية في إنفاق أندية كرة القدم العالمية و موقع الأندية العربية

على المستوى العالمي، انتقلت أندية كرة القدم أكثر من 12 ألف لاعب عبر صيف 2025، مع إنفاق إجمالي تجاوز 9.76 مليار دولار، بزيادة تقارب 50% عن الصيف الماضي، محطمة الرقم القياسي السابق لعام 2023 البالغ 7.43 مليار دولار. علاوة على الزيادة الكمية، يتضح توازن نسبي في عدد الصفقات بين أندية الاتحاد الأوروبي، التي شهدت عددًا متقاربًا من الصفقات الواردة والصادرة، بينما شهدت أندية أمريكا الجنوبية معدلًا أعلى من المغادرين مقارنة بالوافدين.

وفي السياق العالمي أيضًا، تستمر أندية إنجلترا في الهيمنة المالية بعد أن استحوذت على نحو ثلث إجمالي إنفاق انتقالات اللاعبين بقيمة 3.19 مليار دولار، متفوقة بفارق كبير عن أندية ألمانيا وإيطاليا وفرنسا وإسبانيا، بينما جاءت السعودية في المركز السادس عالميًا ضمن هذا السجل. أما على صعيد الإيرادات، فتتصدر أندية إنجلترا السوق بإيرادات بلغت 1.55 مليار دولار، رغم المنافسة القوية من أندية فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا التي حققت عوائد مرتفعة تفاوتت بين 760 مليون دولار و1.27 مليار دولار.