وزراء بريطانيون يطلبون الهدوء وسط انشغال هواتفهم في اختبار نظام تنبيه الطوارئ اليوم

في الساعة 3 مساءً، سيكون اختبار نظام تنبيه الطوارئ الوطني في المملكة المتحدة تجربة مهمة حيث ستصدر الهواتف المحمولة صوت صفارات إنذار لمدة 10 ثوانٍ، مع اهتزاز وعرض رسالة تحذيرية، يهدف هذا التنبيه إلى إيصال “معلومات إنقاذ الحياة” للجمهور في حالات الطوارئ المختلفة.

كيف يعمل نظام تنبيه الطوارئ الوطني وتأثيره على المستخدمين

تم إطلاق نظام تنبيه الطوارئ الوطني ليشمل جميع الهواتف التي تدعم شبكات 4G و5G في المملكة المتحدة، حيث يمكن إرسال تنبيه شامل لما يقارب 87 مليون جهاز، وهو أمر بالغ الأهمية لضمان وصول الرسائل في أسرع وقت خلال الكوارث الطبيعية أو المخاطر الأمنية. يتضمن التنبيه صوت صفارات إنذار مدتها 10 ثوانٍ، مع ظهور رسالة نصية على الأجهزة، وهو تصميم يهدف لتقليل الاضطراب قدر الإمكان، خاصة وأن هذا يُعتبر أكبر تمرين سلامة عامة من نوعه في البلاد. رغم ذلك، تحذر بعض الدراسات من أن هذا التنبيه قد يؤثر على صحة بعض الأشخاص ويؤدي إلى ردود فعل جسدية مثل ارتفاع معدل ضربات القلب أو حتى نوبات قلبية في حالات نادرة نتيجة استثارة آلية “القتال أو الهروب” في الجسم.

تحذيرات مخاطر نظام تنبيه الطوارئ الوطني وطرق التعامل معها

على جانب آخر، أثار هذا النظام مخاوف من خصوصية المستخدمين، خاصة ضحايا العنف المنزلي الذين يستخدمون هواتف مخفية لطلب المساعدة، إذ يمكن للتنبيهات أن تكشف مواقعهم، ما يعرضهم لخطرٍ أكبر من قبل المعتدي. لهذا السبب، تم توفير إمكانية تعطيل أو إلغاء الاشتراك في تنبيهات الطوارئ على أجهزة iPhone وAndroid عبر الإعدادات، مما يسمح للمستخدمين بحماية أنفسهم في حالات خاصة. إضافة إلى ذلك، هناك قلق من أن صوت التنبيه الحاد قد يحفز الأشخاص المصابين بالصرع على نوبات، بحسب تحذيرات جمعية الصرع البريطانية التي أوضحت أن الأصوات العالية قد تؤدي إلى هذه الحالة.

تفاصيل اختبار نظام تنبيه الطوارئ الوطني وتوقعاته المستقبلية

سيُجرى اختبار نظام تنبيه الطوارئ الوطني في 7 سبتمبر 2025، عند الساعة 15:00 بتوقيت جرينتش، بهدف التأكد من كفاءة النظام واستعداده في الحالات الطارئة الحقيقية مثل الفيضانات الشديدة أو الحرائق أو الهجمات الإرهابية. سيصدر صوت التنبيه ويترافق برسالة توضح أن هذا مجرد اختبار وليس تهديدًا حقيقيًا للحياة، ولن يتم جمع أي بيانات شخصية أو مشاركة معلومات الأجهزة خلال الاختبار تحت أي ظرف. في فترة الإعداد، تم نشر إعلانات وتذكيرات في الأماكن العامة، شملت الطرق السريعة ومحطات القطارات والمراكز الثقافية للحفاظ على وعي الجمهور. استخدمت المملكة المتحدة هذا النظام في حالات طوارئ محدودة مثل عاصفة إيوين واكتشاف قنبلة من الحرب العالمية الثانية، مما يبرز أهمية التنبيه كأداة أساسية للسلامة العامة.

تستخدم العديد من الدول حول العالم أنظمة مشابهه لتنبيه الطوارئ مثل اليابان التي تعتمد على تقنيات متطورة تتضمن البث عبر الأقمار الصناعية والهواتف المحمولة، وكوريا الجنوبية التي تطلق التنبيهات للمواطنين عن الأحوال الجوية والطوارئ المدنية. كما يمتلك الولايات المتحدة الأمريكية نظامًا شبيهًا لبريطانيا يُعرف بـ “تنبيهات الطوارئ اللاسلكية”، وهو دليل على انتشار وتأثير هذه التقنية عالميًا.

إن فهم كيفية عمل نظام تنبيه الطوارئ الوطني وأهمية التعامل معه بحكمة، لا سيما في ما يتعلق بالسلامة الفردية والخصوصية، يعزز قدرة المواطنين على استخدامه بفعالية عندما تتطلب الظروف ذلك، مع إدراكهم لخيارات إيقاف التنبيه في الحالات الخاصة دون التأثير على سلامتهم.