غلاء الذهب وتأثير السوشيال ميديا يحولان الزواج في العراق إلى تحدٍ شبه مستحيل

الارتفاع المستمر لأسعار الذهب في العراق يجعل الزواج عبئًا ثقيلًا على الشباب المقبلين على هذه الخطوة المهمة، مما يؤثر بشكل مباشر على قراراتهم وخططهم المستقبلية في تأسيس أسر جديدة.

كيف يؤثر ارتفاع أسعار الذهب على إمكانية الزواج في العراق

شهدت أسعار الذهب في العراق قفزة غير مسبوقة، حيث بلغ مثقال الذهب عيار 21 أكثر من 720 ألف دينار، مما تسبب في ركود شبه كامل في سوق الصاغة مع تراجع واضح في إقبال المواطنين على الشراء، خاصة الشباب الراغب في الزواج؛ إذ أوقف كثير منهم ترتيباتهم إلى حين استقرار الأسعار.
تجار الذهب وصفوا هذا الارتفاع المفاجئ بأنه صادم، مؤكّدين انخفاض الطلب إلى أدنى مستوياته، وتجلى ذلك في ازدياد العبء المالي على المقبلين على الزواج، حيث أصبح المهر يوازي أحيانًا سنوات من العمل، ما يصعب تحقيق حلم الزواج في ظل هذه الظروف.

دور الثقافة الاجتماعية وطلبات المهور في تعقيد أزمة الزواج بالمجتمع العراقي

لا تقتصر الأزمة على ارتفاع أسعار الذهب فقط، إذ برزت التأثيرات الاجتماعية بشكل واضح، حيث فرضت وسائل التواصل الاجتماعي صورًا نمطية للزواج الباذخ والاحتفالات الفاخرة، مما دفع بعض الأسر إلى رفع طلبات المهور والمظاهر الفخمة.
هذه الثقافة الجديدة، التي تمزج بين الرفاهية المصطنعة والتقاليد المجتمعية، تحولت إلى عائق حقيقي أمام الشباب، فبدل أن يكون الزواج مناسبة لبداية حياة مشتركة، أصبح مقياسًا للمكانة الاجتماعية، مما ضاعف الضغوط الاقتصادية والنفسية على المقبلين على الزواج.

التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي يواجهها الشباب وتأثيرها على تأجيل الزواج

يعاني العديد من الشباب العاطلين عن العمل من غياب الفرص، ما يجعل توفير متطلبات الزواج صعبًا للغاية، خاصة مع ارتفاع المهور وأسعار الذهب في آنٍ واحد؛ إذ تزيد هذه الأوضاع من ظاهرة تأخر سن الزواج وانتشار العزوبية الطويلة.
يؤكد المحللون أن هذه الظاهرة لها تبعات نفسية واجتماعية مثل الضغط الفردي والعزلة، وتضع الأسر أمام خيارات صعبة بين القبول بالمظاهر المتزايدة لطلبات المهور أو بقاء أبنائهم خارج دائرة الاستقرار الأسري.
ويبرز هنا غياب الوعي الجمعي وأهمية تبسيط مراسم الزواج كأحد الأسباب الرئيسية لاستمرار هذه الأزمة، إلى جانب نقص السياسات الرسمية التي تقلص من عبء الزواج على الشباب. وبينما تزداد تأثيرات الدراما الاجتماعية في رسم توقعات مبالغ بها، يبقى التساؤل قائمًا حول إمكانية تحويل الزواج في العراق من حلم مؤجل إلى واقع ممكن.