بدرية طلبة تضيء مسيرتها الفنية وتفاصيل الأزمات الأخيرة مع نقابة المهن التمثيلية

تُعد بدرية طلبة من أشهر نجمات الكوميديا في مصر والعالم العربي، إذ تمكنت بفضل موهبتها الفريدة وأسلوبها العفوي من فرض حضور قوي في الوسط الفني، حيث ارتبط اسمها بالأدوار الكوميدية المميزة التي أحبها الجمهور. ورغم النجاحات المتتالية التي حققتها في المسرح والسينما والدراما، لم تخلُ مسيرتها من الأزمات، كان آخرها الأزمة المثارة مع نقابة المهن التمثيلية على خلفية نشاطها على منصات التواصل الاجتماعي، ولا سيما تطبيق تيك توك.

بدرية طلبة: مسيرة فنية متكاملة في الكوميديا المصرية

ولدت بدرية طلبة في الإسكندرية عام 1971، وبدأت مسيرتها الفنية من خشبة المسرح حيث برزت بخفة دمها وطبيعة أدائها التي تجمع بين الواقعية والكوميديا، ما منحها فرصة التعاون مع كبار النجوم مثل محمد هنيدي وأشرف عبد الباقي. توسعت موهبتها تدريجيًا لتشمل السينما والتلفزيون، حيث شاركت في عشرات الأعمال التي جعلت منها واحدة من أبرز وجوه الكوميديا النسائية في مصر، بفضل أدائها المشوق وطبيعتها الغير متكلفة التي قربت شخصياتها من المشاهدين بمختلف أعمارهم.

أبرز أعمال بدرية طلبة وأسلوبها الفني الفريد في الكوميديا

قدمت بدرية طلبة مجموعة مميزة من الأفلام والمسلسلات التي أثرت الساحة الفنية، ومن بينها فيلم “الأنسة مامي” مع ياسمين عبد العزيز، و”زكي شان” مع أحمد حلمي، إلى جانب أفلام مثل “أحلام الفتى الطائش”، “ساعة إجابة”، و”تماسيح النيل”. كما شاركت في مسلسلات شهيرة من قبيل “الكبير أوي”، “سوبر هنيدي”، و”لمعي القط”. يتميز أداؤها بكونه بعيدًا عن المبالغة، حيث تقدم أدوارًا كوميدية طبيعية تجعلها قريبة من واقع الجمهور مع احتفاظها بخفة ظلها وروحها المرحة التي تسهم في جذب المشاهدين.

أزمة بدرية طلبة الأخيرة مع نقابة المهن التمثيلية وتبريراتها

في الآونة الأخيرة، أُثير جدل كبير حول نشاط بدرية طلبة على تطبيق تيك توك، حيث ظهرت في ما يعرف بـ«الجولات» التي اعتبرها البعض محاولة لاستغلال المنصة لكسب الأموال، إلا أنها نفت ذلك جملة وتفصيلاً. وأكدت في تصريحات إعلامية أن الأموال التي تجمعها تُوجه لصالح المحتاجين، موضحة: «أنا باخد الفلوس دي وكمان بزود عليها علشان اطلعها للناس الغلابة، ومش بطلع مع ناس مشبوهة ولا حاجة». جاء هذا التوضيح بالتزامن مع إحالة نقابة المهن التمثيلية لها للتحقيق، إذ اعتبرت النقابة أن ما بدر منها يستدعي المساءلة، فيما لم يُعلن حتى الآن عن أي قرار رسمي بشأن وضعها.

الفنانة دافعت عن نفسها بقوة، مشيرة إلى أن دعمها للفقراء يعد عملًا إنسانيًا بعيدًا عن مصالح شخصية، كما نوهت إلى علاقاتها الجيدة بزملائها في الوسط الفني، وأنها لم تطمح يومًا إلى المكاسب المالية عبر منصات التواصل. وبالرغم من الضجة، حافظت بدرية طلبة على علاقاتها الطيبة، خاصة مع الفنانة ياسمين عبد العزيز التي شاركتها في أعمال ناجحة، ونفت وجود أي خلافات بينهما، مؤكدة قوة العلاقة على الصعيدين المهني والشخصي.

حضور بدرية طلبة على وسائل التواصل الاجتماعي يشكل جزءًا مهمًا من تواصلها مع جمهورها، حيث تشاركهم تفاصيل حياتها اليومية بشكل مباشر، وهو ما جلب لها دعمًا واسعًا إلى جانب الانتقادات والشائعات المتنوعة. أما سر نجاحها فيعود إلى بساطة أدائها، وقدرتها على تجسيد شخصيات تمس الواقع، كما تكمن قوتها في التنقل بين المسرح والسينما والدراما بكل سلاسة مع الحفاظ على خفة دمها وحيويتها التي تنعكس على كافة أدوارها.

رغم الأزمات المستمرة والجدل الذي يلازمها، تظل بدرية طلبة شخصية محبوبة لشرائح واسعة من المشاهدين الذين يرون فيها تمثيلًا للمرأة المصرية البسيطة القادرة على النجاح رغم التحديات. هذه الفنانة تظل حالة فنية خاصة تمتلك مكانة مميزة على الساحة العربية، وفضلًا عن أزماتها، لا تزال محافظة على جمهورها وموقعها في القلب، بفضل صدقها الفني وروحها المرحة التي تميزها.

كاتب وصحفي يهتم بالشأن الاقتصادي والملفات الخدمية، يسعى لتبسيط المعلومات المعقدة للقارئ من خلال تقارير واضحة وأسلوب مباشر يركز على أبرز ما يهم المواطن.