النفط يتراجع وسط مفاجأة بارتفاع المخزونات الأمريكية وتداعياتها على الأسعار

انخفضت أسعار النفط بشكل ملحوظ بعد أن أظهرت البيانات الأخيرة زيادة مفاجئة في مخزونات النفط الأمريكية خلال الأسبوع الماضي، مما أثار قلق الأسواق من تأثير هذه الزيادة على توازن العرض والطلب العالمي، بالإضافة إلى توقعات بإمكانية رفع إنتاج أعضاء تحالف أوبك+ في الاجتماع القادم بهدف استعادة حصتهم في سوق النفط.

تطورات أسعار النفط بعد ارتفاع المخزونات الأمريكية

شهدت أسعار النفط تراجعًا واضحًا عند تسوية تعاملات الخميس، حيث انخفض خام برنت بمقدار 61 سنتًا، ما يعادل 0.9% ليغلق عند 66.99 دولارًا للبرميل، مسجلًا أدنى مستوى إغلاق منذ 20 أغسطس الماضي، فيما هبط خام غرب تكساس الأمريكي 49 سنتًا أو بنسبة 0.77% ليصل إلى 63.48 دولارًا للبرميل؛ ويأتي هذا التراجع بعد صدور بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية التي كشفت عن زيادة مخزونات النفط بمقدار 2.4 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 29 أغسطس، خلافًا لتوقعات المحللين الذين رجحوا انخفاض المخزونات بمقدار مليوني برميل. هذه الزيادة المفاجئة في مخزونات النفط الأمريكية قللت من التفاؤل بشأن تحسن الطلب، وأثرت مباشرة على تحركات الأسعار.

تأثير تحالف أوبك+ على سوق النفط والقرارات المرتقبة

في ظل هذه التطورات، يستعد تحالف أوبك+ لمناقشة إمكانية زيادة الإنتاج لشهر أكتوبر 2025 في الاجتماع المزمع عقده يوم الأحد المقبل، حسب ما أفاد به مصدران مطلعان لوكالة رويترز؛ تستهدف دول التحالف استعادة حصتها السوقية التي فقدتها خلال الفترة الأخيرة. ويشير المحلل تاماس فارجا من شركة “بي.في.إم” إلى أن أي قرار برفع الإنتاج قد يعني أن المجموعة تعطي أولوية لاستعادة حجم الإنتاج على حساب دعم أسعار النفط. وتجدر الإشارة إلى أن أوبك+ قد أقرت سابقًا زيادة تدريجية في الإنتاج بنحو 2.2 مليون برميل يوميًا بين أبريل وسبتمبر، بما في ذلك تخصيص زيادة قدرها 300 ألف برميل يوميًا للإمارات. ويرى عدد من المحللين أن تحرك أوبك+ يعكس قبولًا ضمنيًا بأسعار خام برنت في نطاق 60 إلى 65 دولارًا للبرميل، بدلاً من السعر المستهدف سابقًا وهو 70 دولارًا، مما قد يترتب عليه ضغط على أسعار خام غرب تكساس لتتراوح بين أواخر الخمسينات وبدايات الستينات، وهو تحدٍ مباشر لنمو إنتاج النفط الصخري الأمريكي.

قراءات الأسواق والمخزونات الأمريكية ودلالاتها على أسعار النفط

تترقب الأسواق بشدة البيانات الحكومية الجديدة عن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة، بعد أن أعلن معهد البترول الأمريكي (API) عن ارتفاع بمقدار 622 ألف برميل في الأسبوع المنتهي في 29 أغسطس، وهو ما جاء مختلفًا عن توقعات المحللين بانخفاض المخزونات بمليونين برميل؛ هذه التقلبات في بيانات المخزونات تشير إلى حالة من عدم التوازن بين العرض والطلب في السوق الأمريكي والعالمي، ما ينعكس مباشرة على تقلبات أسعار النفط؛ علاوة على ذلك، فإن إمكانية رفع أعضاء أوبك+ للإنتاج قد تكون إشارة على تعديل الاستراتيجيات لتعزيز وجودهم في السوق، في ظل منافسة إنتاج النفط الصخري الأمريكي الذي يواصل التوسع.

• زيادة المخزونات الأمريكية تعتبر مؤشرًا على تباطؤ الطلب أو زيادة العرض
• اجتماع أوبك+ المقبل قد يشهد قرارات برفع الإنتاج في خطوة تنافسية
• أسعار النفط تتأثر بالتوازن بين الإنتاج الأمريكي والأوبك+ خاصة مع النفط الصخري
• تذبذب الأسعار يعكس حالة عدم اليقين في سوق الطاقة العالمي