ريال مدريد واحتراف صفقات الانتقالات المجانية: سر النجاح غير المتوقع

ريال مدريد يثبت تفوقه في السوق بتوقيعات مجانية بارعة، حيث أتم التعاقد مع ظهير ليفربول ترينت ألكسندر أرنولد هذا الصيف دون إنفاق مبالغ طائلة، مواصلاً سياسة انتدابات ذكية لفصلها الخامس على التوالي. هذه الاستراتيجية أثارت إعجاب خبراء الرياضة رغم بعض الانتقادات من الجماهير التي اعتادت على إنفاق النادي الضخم في حقبة الغلاكتيكوس.

سر تفوق ريال مدريد في صفقات اللاعبين المجانية

جاء تعاقد ريال مدريد مع ألكسندر أرنولد كواحد من أربع صفقات شبه مجانية نفذها النادي في السنوات الخمس الأخيرة، ما وصفه كثير من الخبراء بـ”يانصيب الانتقالات المجانية”؛ إذ استطاع الفريق تأمين مثل هذه المواهب دون دفع مبالغ ضخمة. سبق ذلك ضم النمساوي ديفيد ألابا بعد انتهاء عقده مع بايرن ميونيخ عام 2021، ثم الدفاعي أنطونيو روديغر من تشيلسي في 2022. وأبرز الصفقات كانت في صيف 2024 مع الفرنسي كيليان مبابي، الذي انضم للنادي دون مقابل رغم العروض القوية التي قدمها باريس سان جيرمان، والتي تجاوزت 100 مليون يورو، مع دفع ريال مدريد مبلغ 10 ملايين يورو فقط لتسريع تسجيله قبل كأس العالم للأندية.

كيف تلعب شهرة ريال مدريد دورها في جذب النجوم المجانيين؟

لعبت شهرة نادي ريال مدريد ولعبته الكروية العالمية دورًا حاسمًا في استقطاب اللاعبين المجانية، حيث يُعد النادي الوجهة الأبرز لأي لاعب يرغب في تحقيق حلم اللعب على أعلى مستوى. ففي تصريح معلق الدوري الإسباني فيل كيتروميليديس لـ BBC سبورت، أشار إلى أن العرض الذي يقدمه بطل إسبانيا لتوقيع لاعب لا يمكن رفضه، ويغير من منظور اللاعبين مهما كانت فرقهم السابقة أو انتماءاتهم في الطفولة. مثال ترينت ألكسندر أرنولد الذي ترك نادي طفولته ليفربول لتجربة العبقرية الملكية، يعكس هذا السحر الذي يتمتع به ريال مدريد.

التحديات التي تواجه اللاعب الحر في سوق الانتقالات الحرة

رغم ميزات التوقيع المجاني، إلا أن انتقال اللاعب الحر يرافقه تحديات متعددة؛ حيث يتعرض بعض اللاعبين للجلوس على مقاعد البدلاء أو المشاركة في فرق الرديف في انتظار فرصتهم. كيليان مبابي مثلًا واجه رفض نادٍه السابق باريس سان جيرمان تجديد عقده، مما أدى إلى توتر العلاقة قبل انتقاله لريال مدريد في صيف 2024. أما جوناثان دافيد، فظل مشاركًا مع فريقه رغم تأكيده عدم تجديد عقده، على عكس زميله أنجيل غوميز الذي تم استبعاده بعد رفضه التجديد. وكيل اللاعبين ليام باوز يوضح أن قرار رفض التجديد ينطوي على مخاطرة كبيرة للاعب، إذ قد تتغير الظروف الإدارية أو الميزانية في النادي الجديد فجأةً، مما يؤثر على فرص اللاعب ومستقبله المهني.

وقد بدأت أندية أخرى في تقليد هذه السياسة، فشهد السوق الصيفي انتقالات حرة بارزة مثل انضمام الكندي جوناثان ديفيد ليوفنتوس قادمًا من ليل الفرنسي. ورغم تنافس عدة أندية للحصول على خدماته، فإن الاختيار النهائي جاء نتيجة توافق بين الرغبة المالية والرياضية، في حين ظل بعض اللاعبين يواجهون صعوبات شبيهة بتلك التي تواجه لاعبي ريال مدريد، مما يعكس تعقيدات سوق الانتقالات الحرة رغم جاذبيتها الواضحة.

يبرهن ريال مدريد عبر هذه الاستراتيجية على أن الذكاء في الانتقالات وحسن إدارة الموارد يمكن أن يتفوق على الإنفاق الكبير وحده، كما أن سمعة النادي وقوة المنافسة تشكل محورًا أساسيًا لجذب المواهب العالمية دون الحاجة لإنفاق مبالغ طائلة، ما يجعل النادي الملكي رمزًا مميزًا في سوق الانتقالات الأوروبية.