توسع صناعة الأغذية المحلية يفتح آفاقاً جديدة للنمو الاقتصادي

تشهد صناعة الأغذية في فيتنام نموًا متسارعًا بفضل زيادة الدخل واستهلاك المستهلكين، مما دفع حوالي 5000 شركة للعمل في هذا القطاع الحيوي، مع بروز فرص كبيرة لترسيخ العلامات التجارية محليًا ودوليًا، خصوصًا في مجال الفواكه والخضراوات المصنعة التي تشكل جزءًا مهمًا من نمو الإيرادات.

نمو صناعة الأغذية في فيتنام ودورها في تعزيز السوق المحلية

قطاع صناعة الأغذية في فيتنام يشهد حراكًا اقتصاديًا مميزًا بدعم من ارتفاع دخول المستهلكين وزيادة الطلب على منتجات متنوعة؛ حيث ارتفعت حصة الخضراوات والفواكه المصنعة لتشكل نحو 24.7% من إيرادات الصناعة، مع نمو أرباح يتجاوز 205%، ما يعكس تحوّلًا قويًا في المشهد الصناعي الغذائي. تعدت هذه المنتجات المحلية مثل المانجو والموز وفاكهة التنين والبرتقال والأناناس الاستهلاك الداخلي، لتصبح صادرات مهمة تعزز الاقتصاد الوطني. وللإشارة، تحتل الصناعات المرافقة مثل الكحول والمشروبات الغازية ومعالجة الحليب والزيوت النباتية مكانة بارزة في هيكل الصناعة، مع دعم حكومي واضح لتحقيق معايير عالمية وزيادة نسبة المعالجة حتى عام 2025 ورؤية ممتدة حتى 2035.

استراتيجيات الشركات الفيتنامية لتعزيز العلامات التجارية في السوق المحلي للأغذية

في ظل الطلب المتزايد على المنتجات الغذائية، تعكف العديد من الشركات في فيتنام على تعزيز وجودها في السوق المحلي من خلال تطوير منتجات متخصصة تحمل سمات إقليمية مميزة. فقد تطورت علامات تجارية مثل ليتشي ثانه ها، وأرز هوا فانغ اللزج، ودجاج تشي لينه هيل، وكعكة الفاصوليا الخضراء ضمن مناطق زراعية كبرى مثل هاي فونغ. ومع ذلك، تسود أغلب عمليات المعالجة بين الأسر الصغيرة التي تشكل 98% من السوق، مما يضع تحدي الربط بين الإنتاج والاستهلاك في صلب الاستراتيجيات المستقبلية. يطالب المختصون بإزالة العقبات التي تعيق تكوين الأراضي ورأس المال الائتماني، ليتمكن المنتجون الصغار من الاندماج بشكل أفضل في سلاسل القيمة الصناعية وتعزيز استدامة المنتجات الزراعية والغذائية.

دور وزارة الصناعة والتجارة في توسيع السوق وتعزيز تنافسية صناعة الأغذية في فيتنام

تُعد وزارة الصناعة والتجارة في فيتنام داعمًا أساسيًا لصناعة الأغذية عبر تنظيم فعاليات ترويجية تسهل وصول الشركات إلى أسواق أوسع. يُبرز معرض فيتنام الدولي للأغذية مكانته كحدث سنوي ضخم يضم مئات الشركات المحلية والأجنبية، ويعرض تشكيلة واسعة من المنتجات الزراعية، البحرية، المصنعة، والتقنيات الحديثة في التغليف والمعالجة. وسيتوسع المعرض في نوفمبر 2025 ليشمل 600 جناحًا من أكثر من 23 دولة، مع برامج تواصل تجاري وندوات متخصصة تدعم دخول الشركات لأسواق محلية وعالمية، خاصة مع تزايد الطلب على المنتجات النظيفة والمستدامة.

بالإضافة إلى ذلك، يربط معرض فيتنام الدولي للتوريد (VIS) سلاسل التوريد العالمية عبر استقبال 450 وفد مشتريات من 60 دولة، مما يتيح فرصًا ثمينة للوصول إلى الأسواق الدولية. ويُظهر حرص الجهات الإدارية على دعم هذه الصناعة من خلال توفير منصات تتجاوز حدود العرض لتشجيع الاستثمارات والتعاون بين المنتجين والجهات الأجنبية. تسعى العديد من المحافظات في فيتنام إلى استقطاب الوفود التجارية لمعاينة فرص الاستثمار والمنتجات المحلية، مما يعزز شبكة التوزيع ويقوي العلاقة بين مراحل الإنتاج والمعالجة والاستهلاك.

تسهم جهود الترويج والدعم الحكومي في تحسين جودة المنتجات الغذائية في فيتنام، وتوفير فرصة للشركات لتطوير علامات تجارية ناجحة تأخذ بعين الاعتبار اتجاهات الاستهلاك المستدامة، مما يفتح آفاقًا واسعة للصناعة لتقود النمو الاقتصادي الوطني في السنوات القادمة ويؤكد أهمية السوق المحلي كقاعدة انطلاق حيوية لهذا القطاع المتطور.