«قمر الدم» يضيء سماء الأحد خلال الخسوف الكلي النادر

يشهد عشاق الفضاء فريداً من نوعه مع ظهور قمر الدم خلال خسوف كلي للقمر، حيث تتغير ألوانه بشكل درامي ويُمكن مشاهدة هذه الظاهرة بشكل واضح في آسيا، مع رؤيته بشكل محدود في أوروبا وإفريقيا. يتزامن هذا الحدث الفلكي مع اكتمال البدر، إذ تنتظم الشمس والأرض والقمر على خط مستقيم، مما يسمح للقمر بالاقتراب من ظل الأرض واكتساب لونه الأحمر المميز.

لماذا يظهر قمر الدم بلون أحمر خلال خسوف القمر الكلي؟

يتحول لون القمر إلى الأحمر أثناء وقوعه في ظل الأرض الذي يمنع أشعة الشمس المباشرة من الوصول إليه، مما يجعل القمر يفقد لمعانه الأبيض المعتاد، وتنعكس عليه فقط أشعة الشمس التي تمر عبر الغلاف الجوي للأرض. يشرح عالم الفيزياء الفلكية رايان ميليغان أن الأطوال الموجية للضوء الأزرق تُشتت بشكل أكبر خلال عبورها الغلاف الجوي مقارنةً بالأطوال الموجية الحمراء، وهكذا تصل إلى القمر أشعة حمراء مائلة إلى البرتقالي، ما يعطيه اسم قمر الدم ويضفي عليه ذلك اللون المميز أثناء الخسوف.

أفضل المواقع لمشاهدة خسوف القمر وقمر الدم في عام 2024

تتميز بعض المناطق بفرص أفضل لرصد ظاهرة قمر الدم خلال هذا الخسوف الكلي للقمر، حيث تُعد الصين والهند من أبرز المناطق التي يمكن فيها رؤية المشهد بوضوح وجمال فريد، كما يشمل ذلك شرق إفريقيا وغرب أستراليا. في أوروبا، سيظهر قمر الدم لفترة قصيرة مع طلوعه المبكر قبيل المساء، ما يقدم فرصة لرصد الظاهرة لكن لفترة محدودة مقارنةً بالمناطق الأخرى.

الاستعدادات والملاحظات لمتابعة خسوف كلي للقمر وقمر الدم

لا يتطلب مشاهدة خسوف القمر استخدام معدات خاصة أو نظارات، بخلاف خسوف الشمس الذي يحتاج إلى حماية بصرية دقيقة، ولكن الحاجة تظل قائمة لطقس صافٍ وسماء صافية لضمان أفضل رؤية. يعد هذا الحدث الكوني الثاني هذا العام بعد الخسوف الذي رُصد في مارس، كما يشكل مقدمة للكسوف الشمسي الكبير المتوقع في 12 أغسطس 2026، وهو الأول الذي يمكن رؤيته كاملاً في أوروبا منذ 2006، مع وضوح في إسبانيا وأيسلندا، ورؤية جزئية في مناطق أخرى.

تُسهم هذه الظاهرة في تعزيز فهمنا لتفاعل الأرض بين الشمس والقمر؛ فخسوف القمر وقمر الدم لا يمثلان فقط مشهدًا بصريًا فريدًا، بل هما أيضًا دليل على النظام الكوني المحكم الذي يحكم حركة الأجرام السماوية ويخلق أجمل العروض الطبيعية في السماء.