ارتفاع أسعار الشقق في شمال الرياض يتخطى المليون ونصف ومطور عقاري يوضح القيمة العادلة بالفيديو

تبلغ القيمة العادلة للشقة في شمال الرياض حوالي 400 ألف ريال فقط، رغم ارتفاع أسعارها بشكل مبالغ فيه نتيجة الزيادة الضخمة في أسعار الأراضي، وهذا ما يؤكده المستثمر والمطور العقاري بندر المعارك. تتصدر هذه المشكلة مشهد السوق العقاري في الرياض، حيث يؤثر ارتفاع تكلفة الأرض بشكل كبير على السعر النهائي للوحدة السكنية.

تأثير ارتفاع أسعار الأراضي على القيمة العادلة للشقق في شمال الرياض

أوضح بندر المعارك أن من أكبر العقبات التي تواجه المطورين العقاريين في الرياض هي مسألة امتلاك الأرض، مشيرًا إلى أن ملاك الأراضي لا يمتلكون معيارًا موحدًا لتسعيرها، ما يدفع الأسعار إلى الارتفاع بشكل غير منطقي، ويؤدي إلى رفع تكلفة العقار نهائيًا. وتشكل قيمة الأرض نسبة تتجاوز 60% من سعر الشقة أو الفيلا، مما يجعل التحكم في سعر العقار أسيرًا لسعر الأرض بشكل أساسي. هذا الارتفاع غير المبرر يدل على وجود فجوة بين السعر الحقيقي للوحدة السكنية والتكلفة التي يطالب بها السوق بسبب ارتفاع أسعار الأراضي.

أوجه الاختلاف بين شمال وجنوب الرياض في أسعار الشقق بسبب تكلفة الأرض

أشار المعارك إلى أن تكاليف البناء في شمال وجنوب الرياض متقاربة إلى حد كبير، بل تكاد تكون متساوية، ولكن سعر الأرض هو الذي يصنع الفارق الرئيسي في الأسعار. ففي جنوب الرياض يمكن اقتناء شقة بسعر حوالي 400 ألف ريال أو أقل، بينما ترتفع الأسعار في شمال الرياض لتصل إلى مليون ونصف ريال للشقة الواحدة، وهذا الفارق الضخم يعود بشكل مباشر إلى قيمة الأرض. وهنا يظهر أن الاستثمارات في الأراضي تهيمن على السوق العقاري، بينما لا ينعكس ذلك على جودة التشطيبات أو البناء بقدر ما ينعكس على السعر النهائي للمشتري.

كيف تؤثر الأراضي البيضاء على تسعير الشقق في الرياض مستقبلاً؟

وردًا على سؤال حول إمكانية اختفاء الشقق التي يبلغ سعرها مليون ونصف ريال رغم أن قيمتها الفعلية لا تتجاوز 400 ألف ريال، قال بندر المعارك إن التسعير في المستقبل يتوقف على مدى تأثير الأراضي المتاحة. يوجد في الرياض نحو 400 مليون متر مربع من الأراضي الخاضعة لرسوم الأراضي البيضاء، مع إمكانية إضافة 200 مليون متر مربع أخرى إلى هذه الفئة. يعتمد السعر المستقبلي على كيفية استغلال هذه المساحات، سواء لبناء شقق، أو فلل، أو أبراج سكنية. وتحدد هذه الخطوة مستوى العرض في السوق العقاري والسيطرة على الأسعار المرتفعة نتيجة لغ scarcity الأراضي.

يمثل تقلب سعر الأرض بؤرة التركيز في تسعير الشقق بالرياض؛ إذ يضطر المطورون لتحميل قيمة الأرض العالية على السعر النهائي للوحدة السكنية، مما يضع محدودي ومتوسطي الدخل في مواجهة واقع عقاري صعب. ومع وجود مساحات شاسعة خاضعة لرسوم الأراضي البيضاء، يبقى السؤال معلقًا حول مدى قدرة السوق على ضبط الأسعار من خلال تطوير هذه الأراضي، وتأثير ذلك على مستقبل أسعار الشقق في شمال الرياض.