كيف قادت مثابرة رابح محمد يونس إلى الفوز ببطولة “ون” رغم الصعوبات

عاد رابح محمد يونس إلى حلبة الفنون القتالية في ONE 169: Malykhin vs. Reug Reug ضمن وزن الريشة في المواي تاي، ليؤكد وجوده كواحد من أبرز المقاتلين في هذه الرياضة. النجم الجزائري يخوض نزالاً هاماً ضد الأميركي إيدي أباسولو على أرض ملعب لومبيني، بانكوك، ويهدف إلى تعزيز مركزه في أكبر منظمة للفنون القتالية في العالم.

كيف تخطى رابح محمد يونس صعوبات النشأة لتحقيق مجد الفنون القتالية

نشأ رابح محمد يونس في عائلة كبيرة مكونة من تسعة أولاد بالجزائر، وسط ظروف اقتصادية صعبة أثقلت كاهل عائلته. وقد تحدث عن طفولته قائلاً إنه اضطر إلى النضال من أجل مساعدة أسرته، حيث كان والده يعمل مدرساً يعول الأسرة الكبيرة بمفرده. المال لم يكن كافياً، ما دفعه للعمل في عمر صغير لتلبية حاجياته ودعم العائلة، ووصف تلك المرحلة بأنها شكلت نقطة تحول في حياته وشكلت شخصيته القوية.

رحلة اكتشاف شغفه في الكيك بوكسينغ ومواصلة التدريب بلا هوادة

وجد رابح أن شغفه الحقيقي كان في الفنون القتالية، بعد أن بدأ بممارسة الكاراتيه وتوجه لاحقاً إلى الكيك بوكسينغ، التي أحبها بشدة منذ سن الثالثة عشرة. بدأ تدريبه في صالة ألعاب رياضية متواضعة بمدينته، وتأثر بأساطير رياضة الكيك بوكسينغ مثل المغربي بدر هاري، مما دفعه للعمل بجد في التدريب. لم يقتصر الأمر على التدريبات في الصالة، بل ابتكر حلولاً ليتمرن في منزله عبر صنع كيس ملاكمة من إطارات قديمة وقفازات بالية، مما جعل التدريب المستمر والهوس بتحسين الأداء جزءاً من حياته اليومية.

العمل الشاق والتضحيات التي قادته ليصبح نجم الفنون القتالية العالمي

نجاح رابح في الفنون القتالية لم يكن نابعاً فقط من مهارته، بل من عزيمته على مواجهة الصعاب والتضحية من أجل تحقيق حلمه. انتقل إلى العاصمة الجزائرية بحثاً عن فرص أفضل، وتولى عدة وظائف لتوفير متطلبات التدريبات، إذ عمل في متجر، وبعدها كمعالج حركي، ثم في تجارة السيارات وأخيراً كسائق سيارة أجرة في دبي، مع استمراره بالتدريب ومتابعة حلمه بلا كلل. هذا التوازن بين العمل المكثف والتدريب المتواصل رسخ مكانته ليصل إلى بطولة ONE في ديسمبر 2023، حيث أبهر الجمهور بأسلوبه القتالي الجريء والديناميكي في نزالين ضد مقاتل تايلاندي بارز.

لقد أصبح رابح محمد يونس الآن رمزاً للإصرار والقوة، حيث يلاحظ تزايد شعبيته بين محبي الفنون القتالية في بانكوك، ويتلقى دعماً معجباً من الجماهير، ما يعزز عزيمته في الاستمرار والتألق. طموحه لا يتوقف عند هذا الحد، بل يسعى دوماً لتطوير مهاراته والمضي قدماً بين نخبة المقاتلين العالميين في مجال المواي تاي والكيك بوكسينغ.