عيد النيروز 2025: الكنيسة القبطية تعلن 11 سبتمبر بداية السنة القبطيّة الجديدة

عيد النيروز 2025 يحتل مكانة خاصة في قلوب الأقباط باعتباره بداية السنة القبطية الجديدة التي تصادف يوم 11 سبتمبر، ويُعبر هذا اليوم عن رابط قوي بين التراث الديني والتقليد الوطني المصري القديم، متجسّدًا في طقوس واحتفالات تعكس تاريخًا حافلًا بالمعاناة والثبات.

معنى عيد النيروز 2025 في الكنيسة القبطية وأصله التاريخي

يرمز عيد النيروز 2025 إلى بداية تقويم الكنيسة القبطية، إذ ترجع كلمة “نيروز” إلى الأصل القبطي “ني-يارؤو” الذي يعني “الأنهار”، وهو إشارة مباشرة إلى موسم فيضان النيل الذي كان يعبر عن الحياة والخصوبة في مصر القديمة؛ ويُعتبر هذا العيد أول أيام السنة القبطية الجديدة التي تعتمد عليها الكنيسة حتى اليوم في تحديد مواعيد الأعياد والمناسبات الدينية. مع مرور الوقت، وخلال الحقبة اليونانية، أُضيف حرف “س” إلى الكلمة فصارت “نيروس”، ثم تطورت إلى النطق الحالي “نيروز” المتداول في اللغة العربية، مع اختلاف واضح عن عيد النيروز الفارسي.

عيد النيروز 2025 ويوم الشهداء: دماء التمسك بالإيمان

يحمل عيد النيروز 2025 دلالتين متداخلتين، فهو بداية العام القبطي وترسيخ لذكرى شهداء الكنيسة الذين واجهوا اضطهاد الإمبراطور دقلديانوس الذي بدأ حكمه في 284 ميلادية، وهو من أشد الفترات دموية في تاريخ المسيحية، حيث استشهد خلالها آلاف المسيحيين وفقًا للتقليد الكنسي. تتزين الكنائس في هذا اليوم باللون الأحمر رمزًا لدماء الشهداء، وتُقام الصلوات الخاصة لتكريم تضحياتهم وصمودهم في وجه الاضطهاد؛ مما يعزز الشعور بالانتماء الديني والوطني لدى الأقباط.

الشهور القبطية ومواعيدها وفق عيد النيروز 2025

ينطلق التقويم القبطي مع عيد النيروز 2025 من بداية شهر “توت” الذي يبدأ تقريبًا في 11 سبتمبر، ويشمل 12 شهرًا ثابتًا مع شهر صغير يُسمى “النسيء” يحتوي على خمس أو ستة أيام في السنة الكبيسة، والجدول التالي يوضح مواعيد هذه الشهور كما يلي:

الشهر القبطي المواعيد الميلادية
توت 11 سبتمبر – 10 أكتوبر
بابه 11 أكتوبر – 10 نوفمبر
هاتور 11 نوفمبر – 9 ديسمبر
كيهك 10 ديسمبر – 8 يناير
طوبة 9 يناير – 7 فبراير
أمشير 8 فبراير – 10 مارس
برمهات 10 مارس – 8 أبريل
برمودة 9 أبريل – 8 مايو
بشنس 9 مايو – 7 يونيو
بؤونة 8 يونيو – 7 يوليو
أبيب 8 يوليو – 9 أغسطس
مسري 7 أغسطس – 5 سبتمبر

ويضاف إلى هذه الشهور شهر “النسيء” لتعويض الأيام التي لا تضمها الأشهر الرئيسة، مما يحافظ على توافق التقويم القبطي مع الفصول الزراعية والمواسم.

عيد النيروز 2025 يشكل نقطة التقاء رائعة بين الحاضر والماضي، حيث يُجسد الرابط الوثيق بين التاريخ الديني والهوية الثقافية، فهو ليس مجرد بداية لوقت جديد في التقويم القبطية، بل هو أيضًا احتفاء بذكرى الشهداء الذين صمدوا بإيمانهم رغم المحن والاضطهادات؛ كما يعكس هذا اليوم أهمية الفيضانات الزراعية في الحياة المصرية، ما يجعل الاحتفال به مستمرًا عبر العصور كرمز للخصوبة والتجدد.

هذا العيد السنوي يزرع في النفوس معنى الصبر والإيمان، ويُجدّد التواصل مع جذور الماضي العميقة التي تجمع بين التراث القبطي والعربي المصري، فكل عام يحتفل به الأقباط بصلوات تفيض بالروحانية تعكس معاني الولاء والتمسك بتاريخ عريق لا يُمحى.

صحفي يغطي مجالات الرياضة والثقافة، معروف بمتابعته الدقيقة للأحداث الرياضية وتحليلاته المتعمقة، بالإضافة إلى اهتمامه بالجانب الإنساني في القصص الثقافية والفنية.