ذهب 2025 يشهد ارتفاعات قياسية وتحولات تكشف مستقبل السوق المثير

صعد الذهب إلى مستوى قياسي تاريخي عند 3,508 دولارًا للأونصة الفورية في سبتمبر 2025، مسجلاً رقمًا غير مسبوق ضمن سوق المعادن النفيسة، مع استمرار تفاعل عوامل خفض الفائدة، وضعف الدولار، والتوترات الجيوسياسية التي تدعم هذا الارتفاع المستمر في أسعار الذهب.

العوامل المؤثرة في ارتفاع أسعار الذهب في سبتمبر 2025

تشير مؤشرات السوق إلى احتمال خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في سبتمبر، وهو تطور ألقى بظلال إيجابية على أسعار الذهب، حيث يُقلل خفض الفائدة تكلفة الفرصة البديلة لحيازة المعدن النفيس، ويضعف من قيمة الدولار الأمريكي؛ الأمر الذي يعزز الطلب العالمي على الذهب بشكل ملحوظ. كذلك، شهد مؤشر الدولار تراجعًا ملحوظًا خلال الشهر الأخير، مما زاد من جاذبية الذهب لدى المستثمرين الدوليين وسط بيئة اقتصادية وسياسية مضطربة وغير مستقرة في الولايات المتحدة. أما الضبابية التجارية، وأثر التعريفات الجمركية التي فرضت في السنوات الأخيرة، فقد ساهمت في خلق ضغط تضخمي ضمن الاقتصاد، كما أظهرت بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي زيادة سنوية ونسبية معتدلة تؤكد استمرار التضخم مع عدم كفاية الأرقام لمنع خفض الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي.

مسيرة الذهب التاريخية وتأثير العوامل الاقتصادية عليه

شهد الذهب تحولات كبيرة منذ السبعينيات، حين كان سعر الأونصة لا يتجاوز عشرات الدولارات، حتى حقق ارتفاعات تاريخية في أوائل الثمانينيات متجاوزًا 600 دولار، تزامنًا مع انهيار نظام بريتون وودز وارتفاع معدلات التضخم العالمي. استمر الذهب في جذب الانتباه عام 2011 حين بلغ أوجه بنحو 1,900 دولار للأونصة في ظل أزمات ديون أوروبا وبرامج التيسير النقدي الأمريكية. وقد شهد الذهب تراجعًا بعد تحسّن الظروف الاقتصادية وشدّة السياسات النقدية، ثم عاد للارتفاع مع جائحة كورونا في 2020، متجاوزًا 2,060 دولارًا، قبل أن يكسر مستويات تاريخية أخرى في 2024 و2025، متجاوزًا حاجز الـ3,500 دولار، ما يعكس تحولًا واضحًا في المسار السعري الذي يشير إلى وجود طلب قوي ومستمر على المعدن النفيس في الأسواق العالمية.

تحليل الدعم والمقاومة الفنية لأسعار الذهب منتصف 2025

مستويات الدعم الفنية تلعب دورًا مركزيًا في تحديد اتجاه الذهب الحالي، حيث يقع الدعم الأساسي عند 3,245 دولارًا، وهي منطقة تلقت سيولة شرائية ملحوظة، تليها نقطة دعم عند 3,150 دولار، التي تمثل خط الدفاع الأول في حال حدوث تصحيح سعري واسع. على الجانب الآخر، تواجه الأسعار مقاومة أولى عند 3,435 دولار، وإذا تمكن السعر من الثبات فوق هذه النقطة فسيكون مساره نحو 3,700 دولار واضحًا، مع إمكانية الوصول إلى مستويات أعلى. المقاومة النفسية الرئيسية الحالية تكمن عند مستوى 3,500 دولار، حيث تختبر الأسواق رغبتها في دفع الأسعار إلى قمم جديدة. يبقى عبور هذه المستويات أمام الظروف الاقتصادية الداعمة مفتاح استمرار الاتجاه الصاعد وربما تطور قيمته باتجاه 4,000 دولار.

  • خفض الفائدة يُسهم في زيادة جاذبية الذهب عند المستثمرين
  • ضعف قوة الدولار يُعزز الطلب على المعدن النفيس عالمياً
  • المخاطر الجيوسياسية والتجارية تدعم استمرار ارتفاع الأسعار
  • مستويات الدعم عند 3,245 و3,150 دولار تقف كخطوط حماية للسوق
  • المقاومات عند 3,435 و3,500 دولار تحدد فرص الصعود القادمة

ومع آراء خبراء مثل HSBC الذي يرى استفادة الذهب من خفض العوائد والفائدة، وتوقعات أوندا ببلوغ الأسعار 3,700 دولار بنهاية 2025، بالإضافة إلى تأكيد كيتكو على دور ضعف الدولار والطلب المركزي في دعم الاتجاه الصاعد، تتضح الصورة حول تحركات الذهب القادمة. التوقعات القصيرة والمتوسطة والطويلة الأجل تُشير إلى استمرار القوة السعرية خاصة مع تواجد بيئة نقدية محفزة تسير باتجاه التيسير وسوق الدولار الضعيف، ما يجعل الذهب محل اهتمام دائم لدى المستثمرين الباحثين عن ملاذ آمن وسط تقلبات الأسواق؛ إذ يُمكن للذهب أن يشهد إما تصحيح شراء مغري أو ارتدادًا نحو قمة 4,000 دولار إذا ما استمرت الظروف الاقتصادية في دعم الأسعار.

كاتب لدي موقع عرب سبورت في القسم الرياضي أهتم بكل ما يخص الرياضة وأكتب أحيانا في قسم الأخبار المنوعة