أسعار الذهب في مصر تسجل ارتفاعًا قياسيًا والجنيه يقترب من 38 ألف جنيه اليوم

قفز سعر الذهب العالمي إلى مستوى جديد غير مسبوق اليوم، حيث سجل المعدن النفيس 3508 دولارات للأونصة قبل أن يتراجع قليلاً مستقراً عند 3474 دولاراً، مما يعكس تحولات هامة في الأسواق المالية وتأثيرات مباشرة على أسعار الذهب في مصر. تأتي هذه التحركات الكبيرة مدفوعة بزيادة التوقعات بشأن توجه البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لتخفيض أسعار الفائدة خلال اجتماعه الشهر الجاري، وهو ما يرفع من جاذبية الذهب كخيار استثماري آمن.

تأثير تخفيض أسعار الفائدة على سعر الذهب العالمي وآفاقه المستقبلية

تزامن ارتفاع سعر الذهب مع توقعات الأسواق بأن يخفض البنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة، مما يقلل تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب مقارنة بالأصول الأخرى التي تدر عائداً تقليدياً، ويجعل المعدن الأصفر خياراً استثمارياً مفضلاً خاصة في ظل اضطرابات الأسواق المالية؛ إذ يعمل تخفيض الفائدة على تعزيز الطلب على الذهب كملاذ آمن في وجه التحديات الاقتصادية. هذا التوجه يعزز الطلب على الذهب عالميًا، ويُفسر الارتفاع غير المسبوق في أسعاره أمس الذي وصل إلى 3508 دولارات للأونصة.

العوامل الاقتصادية العالمية وتأثير ضعف الدولار على ارتفاع سعر الذهب في الأسواق

تسيطر حالة من عدم اليقين على الاقتصاد العالمي والأمريكي، مما دفع المستثمرين للالتجاء إلى الذهب كملاذ آمن للحفاظ على أموالهم، خاصة مع التراجع المستمر في قيمة الدولار الأمريكي الذي وصل إلى أدنى مستوياته خلال خمسة أسابيع أمام العملات الرئيسية، وتُعزى هذه المخاوف أيضاً إلى الضغوط السياسية على البنك الاحتياطي الفيدرالي، حيث يهاجم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سياساته، ما يثير قلق المستثمرين بشأن استقلالية البنك وتأثير ذلك على استقرار الأسواق. من هنا، ينعكس ضعف الدولار على ارتفاع أسعار الذهب الذي يتحرك عكسياً عادةً مع الدولار بسبب تداوله بالعملة الأمريكية.

ارتفاع سعر الذهب في مصر وتفاصيل أسعار الأعيرة المختلفة وسط تغيّرات السوق العالمية

تزامن ارتفاع أسعار الذهب العالمي مع زيادة ملموسة في الأسعار المحلية المصرية، حيث وصل سعر جرام الذهب من عيار 24 إلى نحو 5400 جنيه، وبلغ عيار 21، الأكثر شيوعاً، 4725 جنيهاً، بينما سجل عيار 18 قيمة 4050 جنيهاً للجرام، وحقق عيار 14 سعراً مرتفعاً عند 4150 جنيهاً، في حين وقف سعر الجنيه الذهب عند 37800 جنيه. هذا الأداء يأتي تتويجاً لصعود مستمر للذهب خلال العام الجاري، إذ ارتفعت قيمته بنسبة 32.5% منذ بداية العام مع نمو بلغ 4.8% خلال شهر أغسطس وحده، الأمر الذي مكن المعدن النفيس من كسر فترة تذبذب طويلة امتدت لثلاثة أشهر عند مستوى 3300 دولار للأونصة.

تظهر هذه الأرقام بوضوح التأثير المباشر لصعود سعر الذهب العالمي على السوق المحلية، ويتابع المستثمرون والمشترون تحركات المعدن النفيس عن كثب، خاصة وسط استمرار حالة الترقب لمستقبل أسعار الفائدة الأمريكية والتقلبات الاقتصادية العالمية. استمرار هذه المعطيات قد يدفع الذهب نحو مزيد من التغيرات السعرية، كما يحتفظ بمكانته كأحد أكثر الأصول المفضلة في بيئة غير مستقرة.