وزير الشؤون الإسلامية يوجه تعليمات هامة لكل خطباء الجمعة المقبلة
تُعد حقوق كبار السن من المبادئ التي يؤكد عليها الإسلام بقوة، حيث يأمر الشرع بالاعتراف بمكانتهم واحترامهم في كل الأوقات، لهذا وجّه وزير الشؤون الإسلامية خطباء الجوامع إلى تخصيص خطبة الجمعة القادمة للحديث عن حقوق كبار السن، مع التركيز على محاور مهمة تعبّر عن تعاليم الدين في ذلك.
مكانة حقوق كبار السن في الإسلام وأهميتها الدينية
تُعتبر حقوق كبار السن من القيم التي أوجبها الإسلام ورفع من مكانتهم في المجتمع، فالرسول ﷺ أوضح أن إكرام ذي الشيب المسلم هو من إجلال الله تعالى، وهو قول أبي موسى الأشعري رضي الله عنه: (إنَّ مِنْ إجْلالِ اللهِ إكْرامَ ذي الشَّيْبةِ المُسْلِمِ)، وهذا يبيّن أن احترام كبار السن وتوقيرهم تعبير عن تعظيم الله ذاته؛ لأنهم أصحاب الخبرة والعطاء الطويل عبر السنوات، وعكسهم للإجلال يساعد في بناء مجتمع يُعلي من القيم الإنسانية ويجعل المسؤولية تجاههم واجبة، كما أن تجاهل حقوقهم يعد نقصًا في الخلق والدين، فالاهتمام بهم يشكّل ركيزة أساسية في حياة المسلم.
الواجبات الاجتماعية والعملية في الحفاظ على حقوق كبار السن
تنطوي حقوق كبار السن على واجبات لا تقل أهمية عن احترامهم، وتشمل تقديم التقدير والحماية لهم، ويجب على الجميع أن يظهروا الإحسان والتقدير من خلال السلوك والتصرفات اليومية؛ سواء عن طريق تقديمهم في المجالس، أو إفساح الطريق لهم، أو مساعدتهم في الأماكن العامة بما يلزم، يذكر حديث رسول الله ﷺ عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما: (لَيسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَم صَغِيرَنا ويَعرِفْ شَرَفَ كَبيرِنا)، وهو تذكير مباشر بأن التعامل مع كبار السن برقي وكرامة أمر لا يصح الاستغناء عنه، كما أنّ الاحتياجات المادية والنفسية لهم تحتّم على أفراد المجتمع تقديم الدعم بما يعزز شعورهم بالأمان والاحترام.
دور الأسرة والشباب في تعزيز حقوق كبار السن ورعايتهم
تتحمّل الأسرة مسؤولية كبيرة في تأمين حقوق كبار السن، إذ يجب توفير الرعاية الصحية والجسدية والنفسية لهم؛ فالعناية بهم ليست اختيارًا، بل واجب يفرضه الدين والوجدانية، وهذا ما أكده قول الله تعالى: (هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلا الإِحْسَانُ)، مما يؤكد أن الإحسان بالمقابل لا يُجزى إلا بالإحسان، ولذا تحث الخطبة على الاهتمام بأفراد الأسرة الضعفاء والعجزة، مع توفير بيئة مناسبة لاحتياجاتهم، علاوةً على تحفيز الناشئة على الاستفادة من خبرات كبار السن ونصائحهم؛ فمجالستهم تمنح البركة كما في الحديث الشريف: (البَرَكَةُ مع أَكَابِرِكُمْ)، وهو ما يشجع الأجيال الجديدة على الاحترام والتقدير، ويدعم التلاحم الأسري والمجتمعي بشكل عام.
المحور | الحديث النبوي الشريف |
---|---|
مكانة كبار السن في الإسلام | إنَّ مِنْ إجْلالِ اللهِ إكْرامَ ذي الشَّيْبةِ المُسْلِمِ |
الواجبات الاجتماعية تجاههم | لَيسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَم صَغِيرَنا ويَعرِفْ شَرَفَ كَبيرِنا |
دور الأسرة والناشئة | البَرَكَةُ مع أَكَابِرِكُمْ |
تبيّن توجيهات وزارة الشؤون الإسلامية مدى الحرص على تعزيز ثقافة احترام حقوق كبار السن، ليكونوا مصدر بركة وخير في المجتمع، وتوفير الرعاية لهم يعكس القيم الإسلامية الرفيعة التي تحرص على بناء مجتمع متماسك يحترم كل أفراده مهما اختلفت أعمارهم أو ظروفهم، كل ذلك يعكس التزامًا واقعيًا بتعاليم الدين الحنيف.