الذهب يتجاوز 3500 دولار للأونصة للمرة الأولى مع تباين حركة الأسعار في 3 أسواق عربية

شهدت أسعار الذهب العالمية قفزة بارزة تجاوزت 3500 دولار للأونصة مع بداية سبتمبر 2025، محققة رقماً قياسياً لم يسبق له مثيل، وهذا الصعود جاء نتيجة تراجع سعر الدولار الأمريكي وتوقعات متزايدة بشأن خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، مما جعل الذهب الخيار الأول للمستثمرين الباحثين عن الأمان وسط تقلبات الأسواق العالمية.

كيف أثرت قفزة أسعار الذهب العالمية على السوق المصري والعربي؟

ارتفعت أسعار الذهب في السوق المصري بشكل ملحوظ بعد الزيادة العالمية، حيث بلغ سعر جرام الذهب عيار 21 الأكثر تداولاً 4775 جنيهاً، مرتفعاً بنحو 50 جنيهاً عن الجلسة السابقة، فيما وصل سعر عيار 24 إلى 5451 جنيهاً، بينما حافظ عيار 18 على استقراره عند 4090 جنيهاً للجرام الثلاثاء 2 سبتمبر 2025، وأثر هذا الارتفاع بشكل واضح على المستثمرين والمستهلكين على حد سواء.

وفي العراق، سجل مثقال الذهب عيار 21 زيادة قوية وبلغ 641,332 ديناراً عراقياً، مع صعود سعر الجرام الواحد من نفس العيار إلى 128,058 ديناراً، كما شهد عيار 24 ارتفاعاً إلى 146,352 ديناراً للجرام، ويعكس سعر الأونصة في السوق المحلية مستوىً جديداً بـ 4,559,468 دينار، بزيادة تقارب 9,958 دينار مقارنة بتداولات اليوم السابق، ما يشير إلى تأثر الذهب بتقلبات العملة المحلية والظروف الاقتصادية.

أما في سوريا، فقد عكست أسعار الذهب ارتفاعاً بنسبة 0.4% متأثرة بالصعود العالمي إلى جانب سوء قيمة الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي، حيث بلغ سعر غرام الذهب عيار 21 حوالي 1.07 مليون ليرة للشراء، و1.08 مليون ليرة للبيع، ما يقارب 84 دولاراً، وترتبط هذه الزيادة أيضاً برفع سعر صرف الدولار في السوق الموازية الذي تراوح بين 11,000 و11,050 ليرة.

العوامل المؤثرة في ارتفاع أسعار الذهب وكيف يتفاعل معها المستثمرون العرب

تشكّل العوامل الاقتصادية والسياسية المتعددة خلفية قوية لهذه الارتفاعات المتفاوتة في أسعار الذهب عبر الدول العربية، إذ يساهم تذبذب أسعار صرف العملات المحلية أمام الدولار في تغيير أسعار المعدن الثمين، كذلك الطلب المحلي الذي يتزايد على الذهب كأداة استثمار وتوفير ضد الأزمات. وعلى صعيد السياسة النقدية، تؤثر تحركات البنوك المركزية في المنطقة على اتجاهات الأسعار، فيما تزيد التوترات الجيوسياسية العالمية من الإقبال على الذهب كملاذ آمن.

ومن بين العوامل الرئيسية التي تدفع المستثمرين العرب نحو الذهب:

• تراجع الدولار الأمريكي الذي يصعد أسعار الذهب عالمياً
• التوقعات المتزايدة لخفض سعر الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي
• التقلبات السياسية والجيوسياسية التي تهيئ بيئة غير مستقرة للاستثمار
• تذبذب قيمة العملات المحلية وحاجة المستثمرين للوقاية من التضخم

الأداء المذهل للذهب في 2025 وتوقعات المستقبل القريب

ارتفع الذهب منذ بداية عام 2025 بنسبة بلغت 32.5% على النطاق العالمي، وهو أداء استثنائي يجعل الذهب يتفوق على معظم فئات الأصول الأخرى خلال فترة شديدة التعقيد الاقتصادي، كما أن هذا المعدن يثبت مكانته كحماية من المخاطر والتقلبات. وفي ظل استمرار ضعف الدولار والضغوط الاقتصادية، يترقب المستثمرون بحذر قرارات الاحتياطي الفيدرالي المرتبطة بأسعار الفائدة.

يراقب المحللون أيضاً التطورات الجيوسياسية الدولية التي قد تسهم في دفع أعداد أكبر من المستثمرين للاتجاه نحو الذهب كدرع واقٍ من التضخم وتقلبات الأسواق المتواصلة، الأمر الذي يدعم استمرار ارتفاع المعادن النفيسة وخصوصاً الذهب خلال الفترة المقبلة، مع احتمال زيادة الطلب وتأثيره على الأسعار مجدداً.