مركز اليونسكو الإقليمي للجودة والتميز في التعليم يبرز تأثيره في القمة العالمية للمعلمين بتشيلي
شارك مركز اليونسكو الإقليمي للجودة والتميز في التعليم، الذي يُعد من أهم المؤسسات تحت مظلة اليونسكو في المملكة العربية السعودية، في القمة العالمية للمعلمين التي أقيمت في سانتياغو بتشيلي خلال 27 و28 أغسطس 2025م، بحضور أكثر من 300 ممثل من القطاع التعليمي على مستوى العالم.
مشاركة مركز اليونسكو الإقليمي للجودة والتميز في التعليم في القمة العالمية للمعلمين بتشيلي
احتضنت القمة العالمية للمعلمين مناقشات مكثفة حول قضايا ذات تأثير مباشر على مستقبل مهنة التعليم، مثل النقص العالمي في أعداد المعلمين، وآليات تمويل التعليم، وتأثير الذكاء الاصطناعي على أساليب التدريس، بجانب تحسين ظروف العمل وزيادة جاذبية المهنة، وتعزيز مكانة المعلم لدى المجتمعات. كما شهدت الفعالية حوارات حيوية بين الحكومات والنقابات التعليمية لإيجاد سياسات داعمة للمعلمين، وذلك تحت رعاية فخامة الرئيس التشيلي غابرييل بوريك فونت وبمشاركة عدد من كبار المسؤولين الدوليين.
قيادة مركز اليونسكو الإقليمي للجودة والتميز في التعليم في إطار التعليم 2030
يشغل المركز موقعًا قياديًا للدول العربية ضمن اللجنة التوجيهية العليا للفريق الدولي الخاص بالمعلمين (Teacher Task Force) ضمن مسار التعليم 2030، حيث مثّل أهمية القمة في فتح مساحة للحوار الدولي وتبنّي خطوات عملية لدعم مهنة التعليم واستدامتها، مما يؤكد الدور الحيوي للمركز في تعزيز جودة التعليم والتميز به في المنطقة العربية.
دور مركز اليونسكو الإقليمي للجودة والتميز في التعليم في تمويل مهنة التعليم ومستقبلها
قدمت الدكتورة فاطمة بنت إبراهيم رويس، نائب المدير العام للمركز، مداخلة قيمة في جلسة تمويل مهنة التعليم تناولت أهمية اعتبار تكلفة سياسات المعلمين استثمارًا استراتيجيًا في رأس المال البشري، وليس عبئًا ماليًا. استعرضت خلال المداخلة مشاريع المركز الاستراتيجية (2018–2025) مثل النموذج العربي للجودة والتميز في التعليم والدراسات المتصلة بسياسات التدريس التي ركزت على أهمية المعلم الممكن، بالإضافة إلى الإطار المرجعي 2025 الذي يعالج جودة الإنفاق على التعليم ما قبل الجامعي في الدول العربية. يعتمد هذا الإطار على أربعة محاور رئيسة تشمل:
- حجم الإنفاق وتحديد مصادر التمويل
- أوجه الإنفاق وموازنته بدقة
- قياس الجودة عبر كفاءة المدخلات وجودة المخرجات
- التخطيط الاستراتيجي والتكلفة من خلال أدوات تحليلية متقدمة
كما سلّطت المداخلة الضوء على أهمية استخدام التمويل المبتكر، مثل صناديق التعليم وآليات التمويل المرتبطة بالنتائج (Results-based Financing)، التي تسهم في تعزيز فاعلية التمويل وجذب الموارد اللازمة.
ناقش المركز أيضًا كيفية تسعير مهنة التدريس بشكل فعّال عبر تحديد عوامل التكلفة المختلفة كالرواتب والتطوير المهني والظروف البيئية، مع تسليط الضوء على استراتيجيات التمويل ضمن قيود الميزانيات المتاحة، وتعزيز الدور التكاملي بين وزارات التعليم والمالية من أجل اتخاذ قرارات مالية مستندة إلى البيانات والشفافية.
أكدت مشاركة المركز على أن الاستثمار في مهنة التعليم هو عنصر أساسي لضمان جودة التعليم واستمراريته، داعية إلى ضرورة توسيع نطاق الشراكات الإقليمية والدولية وتبني نماذج تمويل مستدامة تُعنى بتحسين مستقبل المعلمين والمتعلمين على حد سواء.