الفضة تصل لأعلى مستوى عالميًا ومحليًا منذ أكثر من عقد
شهدت أسعار الفضة العالمية والمصرية ارتفاعًا ملحوظًا ليصل سعر الأوقية إلى 39.61 دولارًا، مسجلة أعلى مستوى لها منذ عام 2011، مدفوعة بتوقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية والطلب المتزايد على الفضة التي تُعرف كملاذ آمن ومستثمر صناعي رئيسي.
ارتفاع أسعار الفضة وتأثيره على السوق المصرية
شهدت السوق المحلية ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار الفضة، حيث قفز جرام الفضة عيار 800 من 51.25 جنيهًا إلى 52 جنيهًا، بينما صعد عيار 925 إلى نحو 60 جنيهًا، ولامس عيار 999 حوالي 65 جنيهًا، أما جنيه الفضة (عيار 925) فبلغ نحو 480 جنيهًا؛ ويعكس هذا الارتفاع تأثير التغيرات العالمية على الأسواق المحلية، إلى جانب الطلب القوي من المستثمرين والمستهلكين.
الفضة تقترب من تحقيق مستويات تاريخية عالمية
افتتحت الفضة تعاملاتها الأسبوعية عند 38.76 دولارًا للأوقية، وحققت ذروتها عند 39.61 دولارًا، مما يمثل اقترابًا من أعلى مستوى تاريخي مسجل في أبريل 2011 عند 49.77 دولارًا؛ وعلى الرغم من استقرار سعر جرام الفضة عيار 800 عند 52 جنيهًا خلال شهر أغسطس، إلا أن الارتفاع الطفيف في سعر الأوقية يبرز استمرار الاهتمام العالمي بهذا المعدن الثمين، ما يدل على قوة الطلب وتأثير العوامل الاقتصادية والسياسية.
الفضة إلى جانب الذهب: استثمارات مستمرة وتدفقات قوية
شهدت الفضة صعودًا متزامنًا مع الذهب، حيث تجاوز سعر الذهب 3,440 دولارًا للأوقية، فيما اقتربت الفضة من حاجز 40 دولارًا، الأمر الذي يؤكد استمرارها كملاذ استثماري آمن في ظل التوترات العالمية؛ وازدادت التدفقات الاستثمارية بوضوح، مع دخول صندوق هارفارد الاستثماري في صندوق SPDR Gold المدعوم بالذهب، واستثمار البنك المركزي السعودي بمبالغ بلغت 30.5 مليون دولار في صندوق iShares Silver Trust، و10 ملايين دولار في Global X Silver Miners ETF، مشيرين بذلك إلى زيادة الإقبال على الفضة كخيار استثماري ذي قيمة متنامية.
لماذا تقدم الفضة قيمة استثمارية أعلى مقارنة بالذهب؟
يُنظر إلى الفضة على أنها تقدم قيمة استثمارية أعلى نسبيًا من الذهب، خاصة مع انخفاض نسبة الذهب إلى الفضة من 104 في أبريل الماضي إلى نحو 86 حاليًا، بمقارنة مع متوسط تاريخي يتراوح بين 50 و60؛ ويُعزى هذا إلى الاستخدامات الصناعية الواسعة للفضة في مجالات الطاقة الشمسية والإلكترونيات والمركبات الكهربائية، وهي قطاعات لا يعتمد عليها الذهب بنفس القدر؛ لذلك ترتفع جاذبية الفضة للمستثمرين الذين يبحثون عن فرص تجمع بين الأمان والقيمة العملية.
استثمارات مادية قوية تعزز مكانة الفضة عالميًا
أفاد معهد الفضة الدولي بارتفاع الاستثمار المادي في الفضة بنسبة 34% منذ بداية عام 2025، متجاوزًا الذهب الذي ارتفع بنسبة 28% والبيتكوين بنسبة 18%، إذ تظل الولايات المتحدة أكبر سوق عالمي، حيث بلغ الاستثمار 1.5 مليار أوقية بين 2010 و2024؛ في حين تراجع الطلب على السبائك الجديدة إلى أدنى مستوى خلال سبع سنوات. شهدت الهند ارتفاعًا مستمرًا في الطلب التراكمي ليصل إلى 840 مليون أوقية، مع نمو قوي في حيازات المنتجات المتداولة محليًا؛ أما ألمانيا فقد واجهت تباطؤًا مؤقتًا بعد تغيير امتيازات ضريبية، لكنها مرشحة للانتعاش بنمو متوقع يصل إلى 25% هذا العام. أستراليا بدورها استفادت من بيئة ضريبية محفزة، ما رفع المشتريات من 3.5 مليون أوقية عام 2019 إلى 20.7 مليون أوقية في 2022.
توقعات بنمو مستمر لقيمة الفضة خلال العام المقبل
يتوقع محللو سيتي بنك استمرار صعود الفضة، مع احتمال تجاوز سعر الأوقية حاجز 40 دولارًا خلال ستة إلى اثني عشر شهرًا، وتشير التقديرات إلى إمكانية بلوغ 46 دولارًا بحلول نهاية الربع الثالث من 2025؛ ويعزى ذلك إلى التوترات الجيوسياسية، وتزايد الديون الحكومية، بالإضافة إلى التوجه العالمي المتسارع نحو اعتماد الطاقة المتجددة، مما يرفع الطلب على الفضة المستخدمة في هذه القطاعات.
الفضة.. أصل متعدد الأبعاد بين الاستثمار والصناعة
تؤكد التقارير أن الفضة تجاوزت دورها كأداة ادخارية تقليدية لتتحول إلى أصل متعدد الاستخدامات يجمع بين الأمان الاستثماري والوظائف الصناعية الدفاعية؛ وتشير التقديرات إلى أن الطلب العالمي على الفضة سيتجاوز 1.2 مليار أوقية بنهاية العام الجاري، مما يعكس أهمية هذا المعدن في الاقتصاد العالمي ودوره المتزايد في القطاعات الحيوية المختلفة.