الماتشا يحتل مركز الصدارة بين الشباب ويقوض هيمنة “كوستا” في سوق المشروبات
تتصاعد شعبية مشروب ماتشا المثلج بين الأجيال الشابة في المملكة المتحدة، حيث أصبح يُنظر إليه كأفضل خيار بديل عن القهوة التقليدية، خصوصًا مع تزايد الإقبال على مشروبات الماتشا الفراولة الملونة ذات الطابع العصري، التي تقدمها مقاهي متخصصة مثل سلسلة “بلانك ستريت” في لندن. وتتسم هذه السلسلة بتقديم تجربة فريدة تجذب محبي الماتشا وتُكسبها قاعدة جماهيرية متنامية.
نمو الطلب على مشروب ماتشا المثلج وأسباب تفضيله عن القهوة التقليدية
شهدت السنوات الأخيرة تحولًا واضحًا في أنماط استهلاك المشروبات بين الشباب، مع تصاعد شعبية مشروب ماتشا المثلج، الذي بات رمزًا للحياة العصرية والنمط الصحي، مقارنة بالقهوة التقليدية التي تسيطر عليها سلاسل مثل كوستا. ويرجع السبب إلى الفوائد المحتملة للماتشا، إذ يحتوي على مضادات أكسدة وتأثير اعتدالي للكافيين، ما يجعله خيارًا مفضلًا لمن يبحثون عن طاقة خفيفة دون إثارة زائدة. إلى جانب ذلك، يعتبر الماتشا خيارًا ميسور التكلفة نسبيًا، حيث تقدم سلسلة مقاهي “بلانك ستريت” مشروبات الماتشا بأقل من خمسة جنيهات إسترلينية، ما يشجع الشباب على تكرار الزيارة دون عبء مالي كبير.
دور سلسلة “بلانك ستريت” في تعزيز شعبية مشروب ماتشا المثلج في لندن
نجحت سلسلة “بلانك ستريت” التي انطلقت في بروكلين عام 2020 ثم توسعت إلى لندن، في استغلال توجه الشباب نحو مشروب ماتشا المثلج بألوانه الجذابة وأسلوبه العصري، لتصبح وجهة رئيسية لعشاق هذا المشروب. ويعزى نجاح هذه السلسلة إلى استراتيجيات ذكية في التسويق عبر منصات التواصل الاجتماعي، لا سيما تيك توك، حيث ينتشر محتوى يعرض المشروبات المميزة والفعاليات الحية مثل الرسم المؤقت للوشوم، مما يخلق ارتباطًا تجريبيًا ووجهيًا مع العلامة. كما أن الديكورات الملونة المستوحاة من أوراق النعناع تضفي جوًا حيويًا يجذب الزبائن خاصة الشباب والسياح الباحثين عن تجربة مميزة.
تحديات سلاسل المقاهي الكبرى في مواجهة التحولات المستمرة وتغير تفضيلات العملاء
على الجانب الآخر، تواجه سلاسل المقاهي الكبرى مثل “كوستا” تحديات جدية في مواجهة التحولات التي طرأت على سلوك المستهلكين، خصوصًا الشباب الذين يميلون إلى دعم المشاريع الصغيرة والمقاهي المستقلة ذات الطابع الحرفي. إذ أثرت زيادة أسعار الطاقة والسلع وأعباء المعيشة على قدرة هذه الشركات الضخمة على تقديم تجارب جديدة تواكب رغبات العملاء المتطورة، مما دفع شركة “كوكا كولا” المالكة لسلسلة كوستا إلى التفكير في بيعها بعد تراجع الأداء المالي. وتحاول منافسو كوستا، مثل “ستاربكس” و”نيرو” و”بريت”، مواكبة طلب السوق على مشروبات الماتشا المتنوعة مثل لاتيه الماتشا المثلج ومنتجات الماتشا بنكهات الفراولة والفانيليا، لتعزيز المنافسة وسط سوق يشهد نموًا في عدد المقاهي الصغيرة والمستقلة، التي أصبحت تشكل منافسًا قويًا بسعاتها الابتكارية.
السلسلة | نوع مشروب الماتشا | السعر التقريبي | المميزات |
---|---|---|---|
بلانك ستريت | مشروب ماتشا مثلج ملون بنكهات متعددة | أقل من 5 جنيهات إسترلينية | تجربة نابضة بالحياة، ديكورات ملونة، فعاليات ترفيهية |
كوستا | لا تقدم مشروب ماتشا المثلج | غير متوفر | تشكيلة من مشروبات الفراَبّي والكريمة المخفوقة |
نيرو | ماتشا مثلج بنكهات الفراولة والفانيليا | متوسط السعر | خيارات بنكهات متنوعة |
ستاربكس وبريت | لاتيه ماتشا مثلج | متوسط السعر | علامات تجارية واسعة الانتشار |
تشير هذه التطورات إلى تغيرات عميقة في توجهات السوق، خاصة مع حرص جيل زد والمراهقين على اختيار مشروبات صحية تتمتع بمكونات طبيعية وتأثير معتدل للكافيين، بعيدًا عن المشروبات التقليدية ذات المحتوى العالي من السكر والمواد الصناعية. كما أن الوعي المتزايد بأسلوب الحياة الصحي يظهر جليًا في تفضيلهم للماتشا، الذي يُنظر إليه كبديل ممتاز يوازن بين التمتع والطاقة المطلوبة.
تتضاعف المنافسة بين مختلف المقاهي لتحقيق التميز، في وقت يزداد فيه عدد الفروع المستقلة في المملكة المتحدة، حيث تجاوز عددها 12,400 فرع، مقارنة مع 11,700 قبل خمس سنوات. وهذا يعكس تحولاً فعليًا نحو دعم المشاريع الصغيرة والابتكار في تقديم المشروبات وأجواء المقاهي. ورغم استمرار كوستا في جذب عملائها الأوفياء القريبين من أماكن عملهم، إلا أن معدلات النمو البطيئة والتحديات الاقتصادية تدفعها إلى إعادة النظر في استراتيجياتها لتجنب فقدان المزيد من العملاء لصالح السلاسل الأصغر التي تستجيب للحاجات المتطورة بمزايا خاصة.
إن شعبية مشروب ماتشا المثلج لا تعكس فقط اهتمامًا بمشروب جديد، بل تمثل مؤشرًا على حركة أوسع نحو تجارب مبتكرة وصحية في عالم المقاهي، ما يجعل عشاق القهوة والشاي يعيدون تقييم خياراتهم، ويشكل تحديًا حقيقيًا للسلاسل الكبرى التي تحتاج إلى استعادة علاقة الألفة والولاء مع جيل جديد من العملاء.