شات جي بي تي في مواجهة نانو بانانا وابتكارات مايكروسوفت.. هل تقترب المنافسة من قلب المعادلة؟
بدأت سوق نماذج الذكاء الاصطناعي تشهد طفرة واضحة مع الكشف عن النماذج الجديدة التي قدمتها شركات عمالقة التكنولوجيا مثل جوجل ومايكروسوفت، حيث أثبتت هذه النماذج تطورًا كبيرًا وظهرت كفرصة جديدة لتعزيز قدرات الذكاء الاصطناعي بمستويات متقدمة.
نموذج نانو بانانا: أحدث ابتكارات جوجل في مجال تحرير الصور بدقة عالية
أطلقت شركة جوجل ديب مايند نموذجًا جديدًا ضمن منظومة «جيميني» يحمل الاسم الرمزي نانو بانانا، مخصصًا لتحرير الصور بدقة فائقة مع قدرات محسنة في معالجة التفاصيل الدقيقة مثل الوجوه والأسنان، ما يضمن توازنًا بصريًا مميزًا بين الأبعاد ثنائية وثلاثية الأبعاد داخل الصور؛ لقد وضعته اختبارات الأداء على منصات مرموقة مثل LMArena في مقدمة النماذج المنافسة، ووصفه المستخدمون بأنه قفزة نوعية مقارنة بإصدارات جيميني فلاش 2.0 السابقة، مما يجعل نانو بانانا من أبرز نماذج الذكاء الاصطناعي المتخصصة في تحرير الصور بدقة عالية.
ابتكارات مايكروسوفت تدعم توجهها نحو نماذج ذكية مستقلة بتقنيات متقدمة
أعلنت مايكروسوفت عن مجموعة من النماذج الجديدة ضمن استراتيجيتها التي تركز على تطوير حلولها الداخلية بعيدًا عن الاعتماد على أوبن أيه آي، حيث شملت هذه النماذج:
- نموذج MAI-1 preview: أداة لغوية سريعة الاستجابة تستخدم داخل مايكروسوفت كوبايلوت، تقدم أداءً منافسًا للنماذج الرائدة.
- نموذج MAI-Voice-1: نظام متطور لتحويل النصوص إلى كلام يتميز بأصوات طبيعية وتقليل كبير في زمن الاستجابة.
- نموذج Phi-4-mini-flash-reasoning: نموذج صغير الحجم يضاعف سرعة الاستجابة حتى عشر مرات، مصمم ليعمل بكفاءة على الهواتف المحمولة.
- نموذج MAI-DxO: أداة تشخيص طبي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، حققت نجاحًا بنسبة 85.5٪ في تشخيص الحالات المعقدة مقابل 20٪ فقط للأطباء ضمن بيئات اختبارية، مما يعزز مكانة مايكروسوفت في قطاع الصحة الرقمية.
تحليل دور شات جي بي تي في ظلّ تنافس نماذج تحرير الصور والنصوص المتقدمة
رغم أن شات جي بي تي يعد الأبرز في سوق الذكاء الاصطناعي التوليدي، يكشف ظهور نموذج نانو بانانا الفجوة الكبيرة بينه وبين جوجل في مجال تحرير الصور عالية الدقة، حيث يفتقر شات جي بي تي لأدوات تعديل بصري متطورة تضاهي قدرة نانو بانانا، ما منح جوجل حضورًا أقوى في هذا المجال؛ على الجانب الآخر، تواصل مايكروسوفت تطوير نماذجها الداخلية كرسالة واضحة بعدم الاكتفاء بتمويل أوبن أيه آي، بل بناء قدرات منافسة مستقلة، ما قد يجعل كوبايلوت منافسًا مباشرًا لمنصة شات جي بي تي التي كانت جزءًا من نجاحها؛ في المجال الطبي أيضًا، أظهرت تقنيات مايكروسوفت تفوقًا ملموسًا، خصوصًا مع نموذج MAI-DxO الذي تفوق على الأطباء في الاختبارات، وهو احتكار لمصلحة مايكروسوفت حتى الآن بخلاف شات جي بي تي.
هذه التحولات تعبر عن توجه الشركات الرائدة لتحويل الذكاء الاصطناعي من أداة عامة إلى تطبيقات متخصصة تغزو قطاعات واضحة، بينما لا يزال لشات جي بي تي قاعدة جماهيرية واسعة عند ملايين المستخدمين يوميًا، مع ميزة دمج التحديثات بسرعة، ما يحافظ على مكانته التنافسية؛ وفي نفس الوقت، يحذر الخبراء من احتمال تراجع شات جي بي تي إذا لم يستطع مواكبة القفزات النوعية التي تقدمها جوجل ومايكروسوفت في تحرير الصور، النصوص، الصوت، والتشخيص الطبي حفاظًا على مركزه في السوق.