التعليم السعودي يبدأ العام الدراسي بعقوبات صارمة لمواجهة الغياب الطلابي
تؤكد وزارة التعليم على أهمية الحضور المنتظم للطلاب والطالبات، حيث إن الالتزام بهذا الأمر يؤثر بشكل كبير على التحصيل الدراسي، بالإضافة إلى الدور الحيوي الذي يلعبه في الاندماج الاجتماعي والنفسي للطلاب. الغياب المتكرر يشكل عائقًا أمام نجاح العملية التعليمية، وله آثار سلبية تمتد إلى جميع مستويات التعليم، مما دفع الوزارة إلى تطبيق إجراءات صارمة لضبط هذه الظاهرة.
التشديد على الحضور المنتظم ودور نظام “نور” في تسجيل الغياب
تتابع وزارة التعليم تسجيل حالات الغياب يوميًا عبر نظام “نور”، لضمان متابعة دقيقة وفعالة لحضور الطلاب والطالبات؛ حيث يُنبه المتغيبون ويُطبق عليهم العقوبات عند تجاوز النسبة المحددة من الغياب. ففي المرحلتين الابتدائية والمتوسطة، يُمنع الطالب من الانتقال إلى السنة التالية إذا تجاوز غيابه 10% من أيام العام الدراسي، كما يُطبق نفس الشرط على طلاب المرحلة الثانوية بالنسبة للفصل الدراسي التالي. ويُضاف إلى ذلك قرار حرمان الطالب من الانتقال إذا بلغت أيام الغياب دون عذر 18 يومًا، ما يؤكد حرص الوزارة على الالتزام الصارم بمستوى الحضور اليومي.
تأثير الغياب المتكرر على التحصيل الأكاديمي والصحة النفسية للطلاب
ترتبط ظاهرة الغياب المزمن بتراكم فجوات تعليمية تؤدي إلى ضعف ملحوظ في المهارات الأكاديمية، وهو أمر أثبتته الدراسات العلمية التي رصدت تأخر مهارات القراءة عند الأطفال منذ المرحلة الروضة، ثم تراجع التحصيل مع تقدم الطلاب في الصفوف الدراسية، وقد يؤدي ذلك إلى صعوبات حقيقية في إكمال المرحلة الثانوية والالتحاق بالجامعات، فضلًا عن تأثيراته المتعددة على الصحة النفسية والاجتماعية. الغياب المتكرر يضعف دافعية الطالب ويزيد شعوره بالقلق والانفصال عن الجو المدرسي، وقد يتحول الحضور غير المنتظم إلى سبب في جعل المدرسة بيئة غير محفزة، أو حتى مثيرة للتوتر، مما يؤثر سلبًا على مسار الطالب التعليمي والاجتماعي.
إجراءات الوزارة لدعم انتظام الطلاب ودور الأسرة في تعزيز الحضور
أوضحت وزارة التعليم أن الغياب بعذر يُمكن إثباته عبر تقارير رسمية من منصة “صحتي” أو إشعارات طبية ومرافقة تأخذ بعين الاعتبار حالات المرض أو المشاركة في مناسبات محددة، ليتم تسجيلها رسميًا في النظام دون تأثير سلبي على وضع الطالب. كما تُدرج نسبة السلوك والمواظبة ضمن المعدل الفصلي للطلاب، حيث يقاس السلوك بالالتزام بالقيم الإسلامية والوطنية، بينما تُقاس المواظبة بحضور الطالب المنتظم للمدرسة. ودعت الوزارة الأهالي إلى تنظيم روتين نوم أبنائهم ومراقبة علامات القلق أو عدم الرغبة في الحضور، مع ضرورة مراجعة المختصين عند وجود أمراض مزمنة أو اضطرابات نفسية قد تؤثر على انتظام الحضور. فالالتزام اليومي بالحضور يُعد عادة ضرورية مثل النوم والأكل، تشكل حجر الأساس في بناء شخصية الطالب الناجح والمتفوق في مختلف مراحل حياته التعليمية والعملية.
المرحلة التعليمية | نسبة الغياب المسموح بها | إجراء الوزارة عند التجاوز |
---|---|---|
الابتدائية والمتوسطة | 10% من أيام العام الدراسي | حرمان من الانتقال إلى السنة التالية |
الثانوية | 10% من أيام الفصل الدراسي | حرمان من الانتقال إلى الفصل التالي |
جميع المراحل | 18 يومًا من الغياب دون عذر | حرمان من الانتقال للسنة التالية |