مصر تخطو خطوات قوية نحو الريادة الإقليمية في تصنيع الهواتف الذكية بحسب فيتش سوليوشنز

تتجه مصر بقوة نحو أن تصبح مركزًا إقليميًا لتصنيع الهواتف الذكية، مدفوعة بسياسات حكومية داعمة لتوطين صناعة الإلكترونيات وزيادة الإنتاج المحلي، وهو ما أحدث نقلة نوعية في هذا القطاع الحيوي خلال السنوات الأخيرة.

السياسات الحكومية الداعمة لتوطين تصنيع الهواتف الذكية في مصر

شهدت مصر اعتماد مجموعة من السياسات والمبادرات التي تعزز توطين تصنيع الهواتف الذكية محليًا، حيث جاءت مبادرة “مصر تصنع الإلكترونيات” في المقدمة، مقدمة حوافز تشجيعية لتسهيل عمليات التصنيع محليًا، مع تخفيض الأعباء الضريبية على مدخلات الإنتاج. إضافة إلى ذلك، ساهم قرار رفع الرسوم الجمركية على الهواتف المستوردة إلى 10% منذ عام 2022 في تعزيز تنافسية الهواتف المصنعة محليًا مقارنة بالمنتجات المستوردة، مما شجع على زيادة الاعتماد على السوق المحلي وتعزيز الإنتاج الوطني.

تطور تصنيع الهواتف الذكية محليًا لشركات عالمية في مصر

شهد السوق المصري تحولًا جوهريًا من الاعتماد الكلي على الاستيراد إلى تجميع وتصنيع الهواتف الذكية لمجموعة من أبرز الشركات العالمية مثل سامسونج، وأوبو، وشاومي، وفيفو، ونوكيا، وإنفينيكس، ومايكرومكس. تعكس هذه الخطوة استراتيجية وطنية شاملة تهدف إلى تعميق الصناعة المحلية وتقليل فاتورة الاستيراد، مع تعزيز الاستثمار وزيادة الطاقة الإنتاجية. يساهم هذا التحول في دعم مكانة مصر كمركز صناعي إقليمي للهواتف المحمولة، بالإضافة إلى توفير فرص عمل جديدة وتقليل العجز في الميزان التجاري.

توسع مصانع الهواتف الذكية والشراكات الاستثمارية في مصر

شهدت السنوات الثلاث الماضية توسعًا ملحوظًا في عدد مصانع الهواتف الذكية في مصر، سواء عبر استثمارات مباشرة من الشركات العالمية أو من خلال شراكات مع شركات محلية. هذه الزيادة لم تعزز فقط طاقة الإنتاج، بل وأظهرت أيضًا ثقة المستثمرين في قدرة مصر على التوسع ونفاذ المنتجات إلى أسواق الشرق الأوسط وأفريقيا. وتوقع التقرير الاقتصادي الخاص بفترة 2025–2031 بيئة داعمة لهذه الصناعة بفضل تراجع التضخم إلى معدل 6.5%، مع ارتفاع النمو الحقيقي للناتج المحلي إلى 4.3% سنويًا، الأمر الذي يعزز فرص نمو سوق الهواتف الذكية منخفضة التكلفة، مع قدرة أكبر للتنافس نتيجة الميزة السعرية للمنتجات المحلية، والتي تُعد نقطة جذب للمستهلكين وتدعم التصدير الإقليمي.

شهدت صناعة تصنيع الهواتف الذكية في مصر تقدمًا ملحوظًا منذ بداية انطلاقها مع الشركة المصرية لصناعات السيليكون “سيكو” بهاتف “نايل إكس”. توسعت قاعدة الإنتاج من نحو 1.5 مليون جهاز في 2021 إلى أكثر من 3 ملايين جهاز عام 2024، مدفوعة بدخول شركات عالمية جديدة وزيادة حجم الإنتاج المحلي. في المقابل، انخفضت واردات أجهزة الاتصالات من 1.8 مليار دولار عام 2020 إلى 54 مليون دولار عام 2024، مع زيادة واردات المكونات الإلكترونية اللازمة للتصنيع، الأمر الذي يشير بوضوح إلى التحول من استيراد الأجهزة كاملة إلى توريد المكونات بهدف التصنيع المحلي وزيادة نسبة المكونات الوطنية في المنتج النهائي.

السنة الإنتاج المحلي (مليون وحدة) واردات أجهزة الاتصالات (مليون دولار) واردات المكونات الإلكترونية (مليون دولار)
2020 غير محدد 1800 91 و 691 (نوعان)
2021 1.5 غير محدد غير محدد
2022 2 غير محدد غير محدد
2024 3 54 435 و 287

تشير قدرة مصانع الهواتف المحمولة في مصر إلى طاقة إنتاجية تصل إلى 11.5 مليون وحدة سنويًا، لكن الاستغلال الفعلي لا يتجاوز 26% فقط، ما يعكس وجود فجوة إنتاجية تقارب 8.5 مليون وحدة، وهو ما يمثل فرصة كبيرة لتعزيز الإنتاج وزيادة العائدات، بالإضافة إلى تلبية الطلب المحلي المتزايد والتوسع في التصدير. بالرغم من هذه الفرص الواعدة، يواجه القطاع عددًا من التحديات، منها التطورات الجيوسياسية على المستويين الإقليمي والدولي، وحاجة الصناعة إلى عمالة ماهرة متخصصة في تصنيع الإلكترونيات، إضافة إلى الاعتماد المستمر على استيراد بعض المكونات الأساسية، بالإضافة إلى المخاطر المرتبطة بظروف السوق وتقلبات سعر الصرف.

صحفية متخصصة في القضايا الاجتماعية وشؤون المرأة، تكتب بزاوية إنسانية تعكس نبض المجتمع وتسلط الضوء على التحديات والنجاحات في الحياة اليومية.