قيادات مصراتة تحذر من تصاعد فتنة تهدد استقرار طرابلس
تشهد العاصمة طرابلس تحذيرات متكررة من قيادات بارزة في مصراتة نتيجة التوترات الأمنية المتصاعدة، وسط مخاوف من فتنة قد تنشب مجددًا رغم الهدنة المعلنة بين الأطراف المتصارعة، في ظل دعم مستمر لقوات فض النزاع التي تقودها محمد حصّان في جهود الفصل بين الفصائل المتقاتلة.
الأحداث الأخيرة في طرابلس وتداعياتها على الهدنة العُرضة للخطر
تتعرض قوات فض النزاع في طرابلس، التي تعمل على الفصل بين المتقاتلين عبر نقاط التماس منذ منتصف مايو، إلى هجمات من ميليشيات محسوبة على مصراتة استولت خلالها على بعض آلياتها، مما دفع قائد القوات محمد حصّان للتهديد بالانسحاب؛ لكن بعد اجتماعات مكثفة بين قيادات مصراتة، بما فيهم فتحي باشاغا وسالم جحا، تراجع حصّان عن قراره، مؤكدًا التمسك بدوره في الحفاظ على السلام. وتحاول هذه القيادات تفادي انفجار الأزمة التي قد تعيد إشعال الحرب في العاصمة، مع التأكيد على رفضها أي مخططات لزرع الفتنة ونشر الفوضى ضمن العاصمة طرابلس المضطربة.
دور قوات فض النزاع في دعم استقرار طرابلس ضمن الهدنة المتعثرة
تتواجد قوات فض النزاع في تمركزات داخل طرابلس، وتعمل على الفصل بين سبعة كتائب وألوية مسلحة متناحرة، سعياً للحفاظ على الهدنة الهشة التي تم التوصل إليها بين أطراف الصراع بعد موجة عنف شهدتها العاصمة؛ إذ تعكس هذه الهدنة توافقًا أمنيًا وسياسيًا بالغ الأهمية لإعادة الاستقرار إلى المدينة. وتشدد قيادة القوات على أنها ليست دُعاة للحرب، وإنما تلتزم بمهمتها في الفصل بين طرفي النزاع، خاصةً في ظل الضغوط والتهديدات التي تتعرض لها قواتها من بعض الفصائل المسلحة.
تفاعل المجتمع الدولي مع الأوضاع السياسية والأمنية في ليبيا
تواصل بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا جهودها للمضي قُدمًا ضمن “خريطة الطريق” التي تهدف إلى توحيد المؤسسات وإجراء الانتخابات القادمة، إذ شهدت العاصمة طرابلس لقاءات مهمة بين المبعوثة هانا تيتيه والقائم بالأعمال الأميركي جيريمي برنت، حيث ناقش الطرفان سبل دعم المجتمع الدولي لتنفيذ هذه الخطة بشكل تدريجي. وفي السياق ذاته، التقى سفير الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا، نيكولا أورلاندو، بوفد من ممثلي التبو لمناقشة مشاركتهم في العملية السياسية وتحسين الخدمات الأساسية، ما يؤكد حرص الأطراف الدولية على إشراك كل المكونات الليبية في المسار السياسي. وبدورها، عقدت نائبة المبعوثة الأممية اجتماعًا مع وفد التبو الذي أكد على أهمية تمثيلهم الفعلي في هياكل صنع القرار، مطالبين بآليات تنسيق فعالة تضمن مشاركة كافة المكونات الثقافية في الحوارات الوطنية.
الجهة | المبادرة | الهدف |
---|---|---|
قوات فض النزاع | الفصل بين المتقاتلين عبر نقاط التماس | الحفاظ على الهدنة وإعادة الاستقرار في طرابلس |
بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا | خريطة الطريق والتواصل مع الأطراف الدولية | تنفيذ الانتخابات وتوحيد المؤسسات |
الاتحاد الأوروبي | لقاءات مع ممثلي التبو | تعزيز المشاركة السياسية وتحسين الخدمات |
وفد التبو | مطالبات تمثيل سياسي ومجتمعي شامل | إدماج المكونات الثقافية في صنع القرار الوطني |
تعكس تحركات القيادات في مصراتة ودعمها لقوات فض النزاع أهمية استمرار الذهاب نحو السلام، في ظل هشاشة الأوضاع الأمنية التي تهدد العاصمة طرابلس، كما تدل اللقاءات الدولية على تفهم المجتمع الدولي لتلك الخطوات ودعمها مشاركة جميع المكونات الوطنية، خاصة الثقافية، في الحياة السياسية، لتفادي المزيد من الانقسامات وتعزيز فرص الاستقرار. ويبدو من الواضح أن أي محاولة لتعطيل الهدنة الحالية قد تضع ليبيا أمام أزمات عميقة يصعب تجاوزها دون جهود متضافرة محليًا ودوليًا.