رادار ذكي يغيّر قواعد التجسس بصمت يلتقط همساتك بدقة مذهلة

سُجلت تقنية جديدة مثيرة للقلق في مجال التنصت عن بُعد تعتمد على رادارات الموجات المليمترية لالتقاط الاهتزازات الدقيقة في سماعة الهاتف وتحويلها إلى كلام مفهوم عبر الذكاء الاصطناعي، ما يفتح بابًا واسعًا لمخاطر التجسس الحديثة وتهديد الخصوصية الشخصية.

كيفية عمل تقنية التنصت باستخدام رادارات الموجات المليمترية على سماعة الهاتف

تعتمد تقنية “WirelessTap” على استخدام رادارات الموجات المليمترية ضمن نطاق تردد 77 إلى 81 غيغاهرتز، وهي قادرة على التقاط الاهتزازات الدقيقة الناتجة عن سماعة الهاتف خلال المكالمات الهاتفية من مسافة تصل إلى ثلاثة أمتار تقريبًا، دون الحاجة لتفعيل مكبر الصوت؛ إذ تصدر سماعة الأذن هذه اهتزازات لا يمكن ملاحظتها بالعين أو السمع المباشر، لكنها تمثل مصدرًا غنيًا بالمعلومات الصوتية. يتم بعد ذلك معالجة هذه الاهتزازات بواسطة نظام ذكاء اصطناعي يعتمد على نموذج التعرف على الكلام “Whisper”، حيث يتحول الإشارات إلى كلمات مفهومة. تتفاوت دقة التعرف على الكلمات حيث بلغت نحو 60% عند مسافة نصف متر، لكنها تنخفض تدريجيًا مع زيادة المسافة، مع إمكانية تحسين الأداء مستقبلاً عبر دمج معلومات سياقية تفيد في إعادة تركيب الجمل وفهم المعاني بشكل أفضل.

التحديات الأمنية وحماية الخصوصية في ظل تطور تقنيات التنصت المبتكرة

تثير هذه التقنية الجديدة تساؤلات هامة حول حماية الخصوصية، لا سيما أن الوسائل التقليدية للتنصت التي استخدمت رادارات، كانت تعتمد غالبًا على وضع الهاتف في وضع مكبر الصوت أو كانت فعالة فقط ضمن نطاق محدود من المفردات. أما “WirelessTap” فقد كسر هذه القيود بقدرته على التنصت بسرية تامة، مما يزيد من إمكانية استغلالها في عمليات التجسس المتقدمة والتسلل إلى المكالمات الهاتفية الخاصة من دون أن يدرك المستخدمون وجود تهديد. يحمل صغر حجم أجهزة الرادار احتمالًا عالياً لوضعها داخل أدوات يومية صغيرة مثل الأقلام أو الأجهزة المكتبية، ما يجعل كشف هذا النوع من التنصت أكثر صعوبة، ويرفع من خطر انتهاك خصوصية المحادثات الهاتفية الخاصة بشكل غير مسبوق.

الآفاق المستقبلية لتقنية WirelessTap وتطور استخدامها في مجال التجسس الذكي

يعتقد الباحثون أن القيود الحالية المتعلقة بالدقة والمسافات قد لا تدوم طويلًا، إذ يمكن تطوير هذه التقنية عبر إدخال بيانات سياقية عن المحادثات مما يحسن من قدرة الذكاء الاصطناعي على تفسير الإشارات الصوتية الدقيقة بشكل دقيق وأعمق. بهذه الطريقة ستتطور قدرة رادارات الموجات المليمترية على إعادة بناء الجمل المعقدة والصوتيات الدقيقة من على بعد أكبر، مما يعزز من فعالية هذه التقنية في عمليات التنصت. ويثير هذا تطورات خطيرة فيما يخص تقنيات التجسس، حيث ستتطلب مواجهة هذه التحديات حلولًا تقنية وقانونية صارمة من أجل حماية الخصوصية الشخصية والتصدي لمخاطر سوء الاستخدام.