مخاوف تتصاعد بهزة في السوق بعد أن أرباح “إنفيديا” تفشل في تلبية التوقعات
تستقطب نتائج أرباح شركة إنفيديا اهتمامًا واسعًا، حيث يشير نشاط سوق الخيارات إلى انتظار تأثير كبير حين تعلن أكبر شركة رقاقات في العالم عن أرقام مبيعاتها وأرباحها المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، خاصة مع ارتفاع الإقبال على عقود البيع والشراء لشهر سبتمبر، مما رفع من تقلبات السهم إلى مستويات غير مسبوقة.
كيف يمكن أن تؤثر نتائج أرباح إنفيديا على سوق الأسهم؟
تمثل شركة إنفيديا واحدة من أكبر الشركات عالمياً بالقيمة السوقية، وتشكل نحو 8% من مؤشر “إس آند بي 500″، مما يجعل نتائج أرباحها عاملاً محوريًا في تحريك سوق الأسهم الأكبر نطاقًا؛ إذ يترقب المستثمرون بفارغ الصبر تقرير الأرباح المتوقع يوم الخميس القادم، باعتباره الحدث الأبرز قبل اجتماع السياسة النقدية للفيدرالي في 17 سبتمبر، حسب توقعات تقلبات أسواق المشتقات التي نشرتها شركة “بايبر ساندل”. وقد ارتفعت رهانات المتعاملين حتى أصبحت أرباح إنفيديا أكبر عامل مخاطرة في القادم من الأسابيع، متفوقة على تقارير الوظائف والتضخم المقررة في سبتمبر، نظرًا للدور المحوري الذي تلعبه الشركة في دفع تجارة الذكاء الاصطناعي والأسهم المرتبطة بها إلى قمم قياسية خلال السنوات الماضية.
نتائج أرباح إنفيديا كمؤشر قوي على فورة الذكاء الاصطناعي
يؤكد آدم فيليبس، المدير الإداري لاستراتيجية المحافظ في “إي بي ويلث أدفيزورز”، أن نتائج أرباح إنفيديا تعكس بشكل مباشر حالة قطاع الذكاء الاصطناعي، حيث يحتفظ مستثمرو شركته بحصة تبلغ متوسط 5% في الشركة ضمن محافظهم الاستثمارية بسبب تزايد أهميتها في الأسواق. وعادةً ما تؤدي نتائج الأرباح إلى تحركات ملحوظة في سهم الشركة، هذا الحراك الذي قد يصل إلى 5.9% صعودًا أو هبوطًا حسب تقييمات سوق الخيارات، وهو ما يعلنه تقرير شركة بلومبرغ. ومن ناحية تاريخية، يتقلب سهم إنفيديا بشكل ملحوظ بعد كل إعلان أرباح، إذ شهد خلال السنوات الثلاثة الماضية حركة بمعدل 13.2% في أحد الاتجاهين على مدار 28 جلسة تداول تالية للإعلان، مع ميل المخاطر إلى الجانب الهبوطي في الأرباع الأخيرة.
تقييم تقلبات سهم إنفيديا وتوقعات أرباح الشركة
رغم التوقعات بقوة تقلبات سهم إنفيديا خلال موسم الأرباح، فإن تحركاته الفعلية في الفترة الأخيرة تراجعت نسبيًا مقارنةً بالربع السابق، حيث انخفض احتمال حدوث تحرك فوق 10% إلى 24%، نزولًا من 35% قبل ثلاثة أشهر. ويُلاحظ أن سهم الشركة قد أضاف نحو تريليوني دولار إلى قيمته السوقية منذ أبريل، مدعومًا بتفاؤل المستثمرين وتأكيد كبار العملاء مثل مايكروسوفت، جوجل، أمازون وميتا على زيادة الإنفاق الرأسمالي. ويقدر محللو وول ستريت أن أرباح إنفيديا المعدلة للربع الثاني ستبلغ حوالي 1.01 دولار للسهم، بارتفاع 48% سنويًا، مع إيرادات تتجاوز 46 مليار دولار، أي بزيادة 54% مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي. رغم ذلك، تفرض المخاوف بشأن التقييمات المرتفعة نفسها على السوق، إذ يتداول مؤشر “إس آند بي 500” عند مكرر ربحية يقارب 22 ضعف الأرباح المتوقعة، بينما يصل سهم إنفيديا إلى 34 ضعف، دون تجاوز متوسط الخمس سنوات البالغ 39. ويراقب المستثمرون أداء الشركة عن كثب، خصوصاً دور دورة الإنفاق الرأسمالي في دفع نتائجها المالية، ومدى تأثيرها على القيمة السوقية.
المؤشر | القيمة المتوقعة | النسبة المئوية السنوية |
---|---|---|
الأرباح المعدلة لكل سهم | 1.01 دولار | ارتفاع 48% |
إيرادات الربع المالي الثاني | 46 مليار دولار | زيادة 54% |
مكرر ربحية سهم إنفيديا | 34 ضعف الأرباح المتوقعة | أقل من متوسط 5 سنوات (39) |
مكرر ربحية مؤشر “إس آند بي 500” | 22 ضعف الأرباح المتوقعة | أعلى من متوسط 10 سنوات (19) |
يتزامن هذا مع تحذير إريك ديتون، رئيس “ويلث ألاينس”، من أن قيمة الشركة الكبيرة التي تتجاوز 4 تريليونات دولار قد تتسبب في تحركات قوية في السوق؛ حيث قد تؤدي تفاصيل صغيرة في تقرير الأرباح إلى هبوط السهم حتى وإن كان التقرير إيجابيًا، ما ينعكس بدوره على أداء السوق عموماً نظراً لحجم إنفيديا وتأثيرها الكبير. هذا يعكس حالة من عدم اليقين وسط المستثمرين والمضاربين، المرتبط ارتباطًا وثيقًا بنتائج أرباح الشركة القادمة.