عبودكا يتفاجئ من تطور أبها ويرسم مشهدًا جديدًا بين مندي وشاي الجمر وأجواء أوروبا

أبهرتني أبها في منطقة عسير بالتطور الكبير الذي شهدته خلال السنوات الأخيرة، ما جعل تجربة مكوثي فيها لمدة أربعة أيام تعادل شهورًا من السفر في أوروبا، وهذا الانبهار ينبع من التطور الحضري والثقافي الذي غيّر من طبيعة المدينة جذريًا. أبها لم تعد ذلك المكان البسيط الذي كنت أزوره قبل أكثر من عقد، بل أصبحت نموذجًا حيًا للتقدم العصري والتنوع العالمي في المقاهي والمطاعم والخدمات.

التطور الحضري في أبها وأثره على تجربة الزائر

مرّ زمن كانت فيه أبها تتميز ببساطتها وأهلها الطيبين فقط، مع شوارع هادئة ومناظر طبيعية بسيطة، لكن اليوم تحولت إلى مدينة تشمل فروعًا لمطاعم ومقاهي عالمية تحمل أجواء إنجليزية، أسترالية، كندية، أمريكية، وإيطالية مما يعكس تنوعاً فريداً يرضي مختلف الأذواق، وهذا يعكس أهمية تطوير البنية التحتية وتعزيز السياحة في الجنوب السعودي. لقد فوجئت بالتكنولوجيا العالية المستخدمة في المدينة، وأصبح من الصعب أن تتخيل نفسك في أبها القديمة بمجرد رؤيتها الآن.

الفرق بين أبها القديمة وأبها الحديثة من منظور زائر عالمي

التباين كبير بين أبها كما كانت قبل 11 عامًا وأبها اليوم، حيث كانت المدينة قبل ذلك الوقت أكثر بدائية بسيطة لا يجد فيها الزائر سوى مندي وشاي على الجمر مع بعض الطبيعة البكر، بينما اليوم هي مدينة نابضة بالحياة بمعالم حديثة وأماكن ترفيهية متنوّعة. هذا التطور يجذب الزوار من أنحاء مختلفة، كما أن سكان المدينة أنفسهم لاحظوا زيادة في جودة الحياة واندماجهم في نمط عالمي مع الحفاظ على هويتهم الفريدة.

صعوبة الحصول على أماكن إقامة في أبها خلال فترات الذروة

التوسع الكبير في النشاط السياحي دفع بالمدينة إلى اكتظاظ ملحوظ، خصوصًا خلال مواسم الزيارة، حيث تعذر عليّ شخصيًا العثور على أماكن إقامة مناسبة لاستضافة الأهل خلال فترة الصيف، رغم محاولاتي المتكررة. هذا الواقع يبرز الحاجة إلى زيادة عدد الفنادق والمنتجعات لضمان توفر السكن بكثرة للزوار، مع أهمية تنظيم الخدمات بشكل يواكب النمو السياحي السريع. المكوث في أبها اليوم يعادل بكثير الاستفادة التي يحصل عليها المرء من أشهر عدة في أوروبا، مما يعكس قيمة البديل السياحي المحلي بجودة عالمية.

تجربة “عبودكا” تعكس التحول الكبير الذي شهدته أبها بفضل استثمارات متواصلة وشغف بتحويل الجنوب إلى وجهة سياحية مميزة تنافس حتى المدن الأوروبية، وهذا النمو السريع يعد علامة على نجاح الخطط التنموية في المنطقة وأداة جديدة لجذب الزوار الذين يبحثون عن تجربة سياحية مختلفة تضم الحضارة والطبيعة والإبداع في آن واحد.