الذهب يقترب من تحرك قوي قد يغير قواعد اللعبة في الأسواق

ارتفعت أسعار الذهب في الأسابيع الماضية مع تزايد الضغوط السياسية على الاحتياطي الفيدرالي، ما أثر بشكل مباشر على أداء الدولار وخلق فرصاً جديدة لمتابعة تداول الذهب بأمان في ظل هذه الظروف المتقلبة. شهد المعدن النفيس انتعاشاً ملحوظاً بعد إشارة رئيس الاحتياطي الفيدرالي إلى احتمالية رفع الفائدة في سبتمبر، مما عزز من ثقة المستثمرين بالرغم من تعقيدات المشهد السياسي في الولايات المتحدة وأوروبا.

تداعيات إقالة كوك وتأثيرها على استقلالية الاحتياطي الفيدرالي وأسعار الذهب

أثارت خطوة رئيس الولايات المتحدة بإقالة ليزا كوك، محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي، جدلاً واسعاً حول مدى استقلالية الجهاز المركزي المالي للبلاد؛ إذ تواجه هذه الإقالة اعتراضاً قانونياً من كوك نفسها، ما يقلق الأسواق بشأن استقرار السياسة النقدية الأمريكية. وبتوازن مجلس الاحتياطي الذي يميل أكثر الآن نحو وجهة نظر ترامب إثر تعيين أعضاء جدد، انبثقت شكوك حيال قدرة البنك على اتخاذ قرارات مستقلة بعيداً عن الضغوط السياسية. هذا الوضع يُعد سلبياً للدولار الأميركي، لكنه يمثل محفزاً إيجابياً للذهب، حيث يبحث المستثمرون عن ملاذات آمنة وسط حالة عدم اليقين؛ مع ذلك يبقى السؤال مطروحاً هل يكفي هذا الدعم السياسي والاقتصادي لكسر حاجز المقاومة عند 3400 دولار للذهب.

ما هي البيانات والأحداث المرتقبة التي ستحدد مصير تداول الذهب؟

يمثل هذا الأسبوع محطة مهمة لتحديد مسار أسعار الذهب عبر عدة مؤشرات وفعاليات اقتصادية من الضروري متابعتها، حيث يأتي على جدول الأسواق قياس معنويات الأسر اليوم، ثم مراجعة بيانات اقتصادية يوم الخميس التي يُتوقع ألا تحمل مفاجآت كبيرة ما لم تشهد تراجعاً حاداً. كما يرتبط الخميس أيضاً بمتابعة وثيقة للاستماع لمرشح محتمل لخلافة جيروم باول في رئاسة الاحتياطي الفيدرالي، وهو مؤشر له تأثير مباشر على السياسات النقدية المقبلة. ويأتي الجمعة بصدور مقياس التضخم المفضل لدى الاحتياطي، وهو عنصر حاسم لتحديد توجهات الفائدة ولفهم تأثيرها على الدولار وأسعار الذهب. هذه الأحداث تخلق فرصاً وتحديات لمتداولي الذهب الذين سيتابعون عن كثب أي بيانات هابطة أو تصريحات متشائمة تدفع الدولار نحو مزيد من الضغوط، وبالتالي تدعم مكاسب الذهب.

تحليل فني لمستويات الذهب: مؤشرات على تحرك صعودي محتمل

من منظور التحليل الفني، حافظ الذهب على قوة وثبات نسبياً أثناء تحركه ضمن نطاق سعري واسع خلال الأسابيع الفائتة؛ وهو نمط غالباً ما يسبق زخم جديد في الاتجاه الصاعد. يترقب المتداولون حدوث إغلاق يومي فوق الخط الهابط الممتد منذ أبريل، حيث يمثل هذا الإغلاق مؤشر تأكيد هام. في حال نجاح الذهب في تجاوز المستوى المحوري 3400 دولار والثبات فوقه، فمن المتوقع فتح الباب نحو اختبار قمة أبريل عند 3500 دولار، مع وجود مقاومة مؤقتة عند 3385 دولار. أما على الجانب السفلي، فإن السعر مدعوم حالياً عند 3350 دولار، ويُعد هذا المستوى أول خط دفاع، يليه دعم عند 3300 دولار، ثم أدنى مستوى شهري عند 3247 دولار محط تركيز إضافي إذا ما انخفض السعر.

تُعد هذه المستويات محورية للتداول بناءً على استجابة الأسعار لأي بيانات أو تطورات سياسية حيث سيستمر المتداولون في مراقبة هذه النقاط عن كثب قبل اتخاذ قراراتهم الاستثمارية، خصوصاً في ظل بيئة شديدة التقلب يتعكف فيها المستثمرون على تأمين محافظهم باتجاه الذهب.

توفر منصة InvestingPro أدوات متخصصة ونماذج تحليلية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لدعم متابعي سوق الأسهم وأسواق السلع بشكل عام، مما يمكّن المستثمرين من استغلال الفرص وتحليل البيانات التاريخية والمحدثة بسرعة وفعالية. عبر الاشتراك والحصول على خصم يصل إلى 50%، يمكن للمستثمرين تحسين قدرتهم على اختيار الأسهم والسلع الرابحة في بيئات السوق المتغيرة.