أسعار «حلاوة المولد» تتفاوت بين السيدة والحسين.. تعرف على التفاصيل في الأسواق

مع اقتراب ذكرى المولد النبوي الشريف، تصدرت أسعار حلاوة المولد في الأسواق القاهرة اهتمام المواطنين، حيث شهدت تفاوتًا واضحًا يعكس تأثير التكاليف المتزايدة للمواد الخام والعمالة على الأسعار، مع محاولة التجار تقديم عروض تناسب القدرة الشرائية في ظل الظروف الاقتصادية الحالية.

تفاوت أسعار حلاوة المولد بحسب المناطق الشعبية في القاهرة

في منطقة السيدة زينب، التي تعكس روح الأسواق الشعبية، تتراوح أسعار حلاوة المولد بين 120 و150 جنيهًا للكيلو، حسب تصريح وليد، صاحب أحد المحلات، الذي أكد ارتفاع الأسعار بما يقرب 15% مقارنة بالعام الماضي، مع ثبات سعر السكر وارتفاع تكاليف باقي المواد الخام والأجور، مما يُفسر هذه الزيادة. من ناحية أخرى، يرى وائل، صاحب فرشة أخرى في نفس الحي، أن الأسعار لم تختلف كثيرًا عن العام السابق، مع تراجع جودة جوز الهند وارتفاع أسعاره إلى 1300 جنيه، بالإضافة إلى زيادة كبيرة في أجور العمالة التي وصلت إلى 500 جنيه يوميًا عوضًا عن 150 جنيهًا مسبقًا. وذكر سمير الخطيب أن هناك اختلافًا في الأسعار، إذ تتراوح بين 60 و110 جنيهات لأنواع شعبية مثل الحمص والفول السوداني التي تحمل قبولًا جيدًا لعوامل القدرة الشرائية عند المستهلكين.

تباين أسعار حلاوة المولد بين الحسين ووسط البلد وتأثير العمالة

أما في منطقة الحسين، التي عادةً ما تمتلئ بالبائعين المتجولين وعرائس السكر، فاعتبرت الأسعار أقل تباينًا مع العام الماضي، حيث تبدأ من 160 جنيهًا للكيلو، بحسب شاب يعمل هناك، ولاحظ أن أسعار بعض الأصناف مثل المشكل تتراوح بين 140 و240 جنيهًا تبعًا للتشكيلة. وناقش صالح سليم، أحد تجار الحي، أن انخفاض الكميات المنتجة من الخامات يؤثر في الأسعار، رغم هوامش الربح المحدودة، بينما ارتفعت بشكل ملحوظ تكلفة العمالة، ما يفرض على الباعة تقديم خيارات تتناسب مع كل شرائح المستهلكين من حمص بأسعار 50 جنيهًا إلى مشكل يصل إلى 240 جنيهًا. في مقابل ذلك، تظهر أسعار حلوى المولد في المحلات الفاخرة بمنطقة وسط البلد تفاوتًا هائلًا، إذ تبدأ من 110 جنيهات للعلبة العادية وقد ترتفع إلى 5000 جنيه حسب درجة الفخامة، أو بين 150 و3200 جنيه في محلات أخرى، ما يعكس الحصيلة الاقتصادية المختلفة للمتاجر.

غياب مظاهر البهجة التقليدية وتأثيرها على رغبات المستهلكين في حلاوة المولد

الجولة في شوارع الخليفة المأمون والمقريزى وبعض الشوارع الجانبية كشفت عن اختفاء مظاهر الاحتفال المعتادة بحلوى المولد، إذ لم تظهر الزينة أو عرائس السكر كما اعتاد الناس رؤيتها في السنوات الماضية، وهو ما خلق حالة من الحيرة والتساؤل بين الأهالي حول أسباب غياب هذه الطقوس الاحتفالية التي تحمل دلالات تراثية وثقافية. هذا الهدوء في الاحتفالات يأتي في ظل ارتفاع أسعار حلاوة المولد والتي تأثرت بشكل ملحوظ بارتفاع أجور الصنايعية والعمالة، إلى جانب غلاء المواد الخام التي دفعت التجار لإعادة تقييم تشكيلات وأسعار منتجاتهم، ما فرض على الكثير من الأسر إعادة ترتيب أولوياتهم أثناء شراء الحلوى التي تمثل جانبًا من بهجة هذه المناسبة.

المنطقة سعر كيلو الحلوى (جنيه) ملاحظات
السيدة زينب 60 – 150 تفاوت حسب النوع وجودة المواد وارتفاع أجور العمالة
الحسين 140 – 240 تباين حسب الأصناف وقلة الخامات
وسط البلد (محلات فاخرة) 110 – 5000 تفاوت كبير حسب الفخامة والتشكيلة

تظهر الأسعار الحالية لحلوى المولد تعبيرًا واقعيًا عن الأزمة الاقتصادية التي تواجهها القطاعات الشعبية في القاهرة، حيث تتصارع الرغبة في الاحتفاظ بعادات الاحتفال التقليدية مع المتغيرات المالية التي تفرضها ظروف السوق، في معادلة تجعل من شراء الحلوى تجربة مختلفة كل عام سواء بالنسبة للبائع أو المستهلك، خاصة مع غياب مظاهر الفرح التقليدية التي كانت تضفي أجواء خاصة في المواسم الماضية.

كاتب لدي موقع عرب سبورت في القسم الرياضي أهتم بكل ما يخص الرياضة وأكتب أحيانا في قسم الأخبار المنوعة