متوسط الدخل الشهري للأسرة المصرية.. هل يكفي لمواجهة ارتفاع الأسعار والرواتب؟
متوسط الدخل الشهري المناسب للأسرة المصرية أصبح موضوعًا يشغل بال العديد من المواطنين، خاصة مع ارتفاع الأسعار والتضخم الذي فرض ضغوطًا اقتصادية كبيرة على القدرة الشرائية للأسر، ما أدى إلى صعوبة في إدارة المصاريف اليومية بشكل متوازن ومستدام.
تحديات ارتفاع تكلفة المعيشة وتأثيرها على متوسط الدخل الشهري المناسب للأسرة المصرية
تتجسد أزمة ارتفاع تكلفة المعيشة في مصر بوضوح لدى شريحة كبيرة من المواطنين، إذ يؤكد العديد منهم على أن “الحياة غالية” أكثر من ذي قبل، ما يجعل صرف الرواتب على المتطلبات الأساسية تحديًا يوميًا. على سبيل المثال، يعاني إبراهيم، العامل في مجال البيولوجيا والذي يبلغ دخله الشهري 7 آلاف جنيه، من حاجة إنفاق 4 آلاف جنيه فقط على الطعام، مع تحمل التزامات أخرى لفواتير الخدمات والمستلزمات الطبية. أما المحامي خالد، الذي يتقاضى 15 ألف جنيه، فينفق جزءًا كبيرًا من دخله على علاج ابنه ومسكنه، ما يترك له محدودية في تغطية باقي الاحتياجات.
وبينما يمتلك أصحاب الدخول التي تتراوح بين 8 إلى 20 ألف جنيه شهريًا بعض المرونة في الإنفاق، إلا أنهم يشتركون جميعًا في الشعور بارتفاع الأسعار وضرورة بذل مجهود أكبر لتصريف ميزانية الأسرة، خاصة مع توزيع الإنفاق على متطلبات متزايدة تشمل الغذاء، التعليم، الفواتير المختلفة، وصحة الأسرة. شهد عام 2024 تقلبات في معدلات التضخم، وصل خلالها إلى ذروة 35.7% في مارس، ليبدأ بعدها الهبوط التدريجي الذي استمر في 2025 بمعدل تضخم يتراوح بين 12.8% و14.9%، ما يعكس تباطؤًا نسبيًا لكنه لا يريح الأسر كثيرًا من وطأة الأسعار المتزايدة.
كيف يؤثر متوسط الدخل الشهري المناسب للأسرة المصرية على توزيع الإنفاق اليومي؟
من وجهة نظر الخبراء، راتب 7 آلاف جنيه في الشهر لا يُغطي سوى الاحتياجات الأساسية فقط، بينما يحتاج متوسط الدخل الشهري المناسب للأسرة المصرية في الواقع إلى ما لا يقل عن 10 آلاف جنيه لضمان تغطية متطلبات الحياة المتعددة. يشير الخبير الاقتصادي رشاد عبده إلى أن المرأة المصرية تلعب دورًا محوريًا في إدارة هذه الميزانية بدقة، حيث تضطر إلى الابتعاد عن بعض البنود الترفيهية والالتزام بتدبير نفقات الأسرة من خلال الادخار، توازنًا بين المصاريف والمستقبل، مع الأخذ في الاعتبار أوقات الأزمات المالية أو ارتفاع الضرائب على المشتريات.
وبجانب ذلك، توضح هدى الملاح، الخبيرة الاقتصادية، أن 7 آلاف جنيه تغطي فقط مأكل الأسرة وملبسها وفواتير الكهرباء المعتدلة التي لا تتجاوز 700 جنيه، في حين تبقى مصاريف التعليم والصحة خارج الحسبة مع هذا الدخل، مما يفتح الباب أمام ضرورة البحث عن مصادر دخل إضافية أو تخفيض نفقات أخرى. كما أشارت إلى تفاوت الاحتياجات بين المناطق الريفية والحضرية، حيث يحتاج سكان المدن الكبيرة لدخل أعلى قد يصل إلى 12,448 جنيهًا شهريًا، مقارنة بـ8,799 جنيهًا في المناطق الريفية.
تفاصيل إنفاق الأسر المصرية وفق متوسط الدخل الشهري المناسب للأسرة المصرية
يتوزع إنفاق الأسر المصرية بما يتناسب مع متوسط الدخل الشهري المناسب للأسرة المصرية عبر بنود متغيرة تركز على أساسيات المعيشة، حيث تمثل المواد الغذائية النسبة الأكبر، تليها فواتير الكهرباء والمياه، ومتطلبات التعليم، إلى جانب نفقات الترفيه التي تتقلص مع ارتفاع الأسعار. يمكن تقسيم الإنفاق بشكل نموذجي كما يلي:
البند | النسبة المئوية من إجمالي الإنفاق |
---|---|
الطعام والمشروبات | 35.2% |
السكن والمرافق | 18% |
الصحة | 10% |
المواصلات | 6.1% |
التعليم | 4.6% |
الملابس والأحذية | 5.6% |
الاتصالات | 2.4% |
الثقافة والترفيه | 2.1% |
في ظل هذه النسب، تحرص الأسر على ترشيد الإنفاق عبر تقليل استهلاك البروتينات والاعتماد على عروض التخفيضات المتوفرة في الأسواق، ليتمكن أفراد الأسرة من مواجهة التضخم وتشغيل الميزانية الشهرية بشكل مقبول. وتشير تقديرات شركة Fitch Solutions إلى أن إنفاق المصريين على الأغذية سيشهد زيادة بنسبة 21.6% في عام 2025، مع نمو مستدام حتى عام 2028 بمعدل سنوي متوسط يبلغ 19%، ما يؤكد استمرار الضغوط على متوسط الدخل الشهري المناسب للأسرة المصرية خلال الفترة القادمة.