تراجع ملحوظ في أسعار الذهب بمصر وعيار 21 ينخفض 20 جنيهًا خلال ساعات

تراجعت أسعار الذهب في مصر بنحو 20 جنيهًا لجرام عيار 21، وسط تقلبات ملحوظة في الأسواق المحلية والعالمية ناجمة عن ارتفاع الدولار الأمريكي وضغوط بيعية بعد مكاسب شهدها المعدن الثمين الأسبوع الماضي، وفقًا لبيانات منصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت.

تطور أسعار الذهب في مصر وأبرز التغيرات

شهد سوق الذهب في مصر انخفاضًا واضحًا بلغ 20 جنيهًا على جرام الذهب عيار 21 الأكثر تداولًا، حيث وصل السعر إلى 4565 جنيهًا، بينما جاءت أسعار باقي الأعيرة كما يلي: عيار 24 سجل 5217 جنيهًا للجرام، وعيار 18 بلغ 3913 جنيهًا، وعيار 14 وصل إلى 3044 جنيهًا، فيما تراجع سعر جنيه الذهب إلى 36520 جنيهًا. هذه المستويات تعكس تأثير عوامل متعددة دوليًا ومحليًا، أبرزها تراجع سعر الذهب عالميًا بنحو 8 دولارات للأوقية، ليصل إلى 1863 دولارًا بعد الارتفاع الذي شهده الأسبوع السابق. هذا التراجع مرتبط بشكل رئيسي بتصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي “جيروم باول”، التي أثرت على توقعات الأسواق بشأن أسعار الفائدة.

تأثير تصريحات الفيدرالي الأمريكي على أسعار الذهب ومعدلات الفائدة

من خلال حديثه في ندوة جاكسون هول الاقتصادية، بيّن جيروم باول أن سوق العمل في الولايات المتحدة بدأ يظهر بعض علامات الضعف بينما يستمر التضخم تحت تأثير الرسوم الجمركية، مما يضع الاحتياطي الفيدرالي في موقف معقد بين مواجهة ارتفاع الأسعار وتباطؤ التوظيف. هذا المناخ دفع الأسواق إلى زيادة توقعاتها بخفض أسعار الفائدة في اجتماع سبتمبر القادم، إذ أظهرت أداة CME FedWatch ارتفاع فرصة خفض الفائدة إلى 87% مقارنة بـ71% قبل تصريحات باول، مع توقعات بهبوط إضافي محتمل في ديسمبر. هذه العوامل مجتمعة تعكس ديناميكية هامة تؤثر مباشرة على تحركات أسعار الذهب العالمية والأسواق المالية.

السيناريوهات المستقبلية لأسعار الذهب العالمية والمحلية

يرى كثير من المحللين أن الذهب قد يصعد نحو مستويات قياسية تتجاوز 3500 دولار للأوقية إذا استمر الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في اتباع سياسة تيسيرية، خاصة مع زيادة مشتريات البنوك المركزية للمعدن كملاذ آمن. تتعزز هذه المضاربات على الذهب بسبب التقلبات المتصاعدة في الأسواق بفعل التوترات الجيوسياسية، ولا سيما النزاع بين روسيا وأوكرانيا، حيث تم اتهام روسيا بمحاولة استهداف محطة نووية عبر طائرات مسيرة، في حين أعلنت ألمانيا دعمها لتعزيز أمن كييف من خلال جهود دولية متزايدة. في الوقت نفسه، تظهر مؤشرات على احتمالية انفتاح موسكو على مفاوضات سلام، ما قد يؤثر بدوره على استقرار الأسواق وأسعار الذهب.

هذه التطورات توضح التقلبات الحادة التي يشهدها سوق الذهب في مصر والعالم، وتبيّن كيف تؤثر العوامل الاقتصادية والسياسية بشكل متداخل على أسعار المعدن الثمين، مع استمرار بروز الذهب كأداة مفضلة للتحوط في مواجهة تقلبات الأسواق والتحديات العالمية المتزايدة.