كيف شكلت علاقة الأب والابن مسيرة نبيل عنان نحو العالمية في المواي تاي؟

يُظهر نبيل عنان في عالم المواي تاي أن العمر ليس عائقاً أمام التفوق عندما يجتمع الإصرار مع الموهبة، فهو بطل العالم المؤقت في فئة وزن الديك الذي يبلغ 21 عاماً، وقد تفوق في مسيرته على كثير من المقاتلين بتفانٍ ومهارة فريدة.

نموذج الاحترافية في المواي تاي لفئة وزن الديك وأسلوب نجم جزائري-تايلاندي

يعتبر نجم المواي تاي الجزائري-التايلاندي ذو الطول اللافت (195 سم) من أبرز الوجوه في فئة وزن الديك، حيث اكتسب شهرته من خلال قدرته على توجيه ضربات قوية والهجمات من مسافات بعيدة، مع مهارات فنية عالية. هذه السمات جاءت رغم بداية طريقه الغريبة التي شملت ممارسته عدة فنون قتالية في آن واحد قبل أن يختار التركيز على المواي تاي.

في بداية عام 2023، تمكن عنان من تحقيق حلمه بحصوله على الحزام المؤقت في فئة وزن الديك بعد فوزه على نيكو كاريلو الأسكتلندي، ثم أكد مكانته بين أفضل المقاتلين بفوزه على سوبرلك كياتمو في مارس، مما جعله أحد أبرز المواهب الصاعدة على الساحة.

بدايات مبكرة وتشكيل شخصية مقاتل في فئة وزن الديك

وُلد عنان في جزيرة باتايا بتايلاند، وهو الأكبر بين ثلاثة إخوة، وقد نشأ في عائلة تحترم الفنون القتالية بسبب تجربة والده في الملاكمة، رغم عدم ممارسته على مستويات عالية. هذه البيئة دعمت مسيرته منذ الصغر، حيث كان مولعاً بالرياضات القتالية وتحدي الذات من خلال تنوع تدريبه في الكاراتيه والتايكوندو قبل أن يركز كلياً على المواي تاي في سن الحادية عشرة.

يروي عنان: “بدأت في الكاراتيه عندما كنت في السادسة، وفي سن السابعة مارست التايكوندو معاً، ثم في الحادية عشرة بدأت المواي تاي وقررت ترك الرياضتين السابقتين لتكريس جهودي للمواي تاي فقط”. هذه المرحلة كانت فاصلة وحاسمة له، إذ أرسى قواعد الانضباط وروتين التدريب اليومي الذي استمر معه في مسيرته:

كان والده يحرص على اصطحابه من المدرسة إلى النادي الرياضي بشكل يومي، مع استثناء عطلة نهاية الأسبوع، مما صنع بيئة مناسبة لنمو مهاراته بكفاءة عالية وتحقيق التفوق المبكر.

معارك وتحديات تزيد من قوة نجم المواي تاي لفئة وزن الديك

كانت أولى معارك عنان الاحترافية في سن الحادية عشرة اختباراً حقيقياً لعزيمته، إذ واجه خصماً أكبر خبرة وأكثر قوة، لكنه رغم ذلك حقق الفوز، مما زاد من ثقته بنفسه ودفعه للمضي قدماً في تدريباته بكل حماس. وعبر تلك التجربة الأولى، أدرك أن تحقيق المكاسب المادية من خلال الفوز أضاف حافزاً إضافياً على التزامه.

يقول عنان: “حصلت على مبلغ ألف بات (حوالي 30 دولاراً) للمرة الأولى، وكان ذلك بالنسبة لي مبلغاً كبيراً في صغري، وهذا ساعدني على الاستمرار في التدريبات”.

وعلى مدار مسيرته، برز دعم والده المتواصل باعتباره أساس نجاحه؛ فالدعم العائلي خلق البيئة المثالية التي تدفع نحو التميز، حيث يقف والده إلى جانبه يومياً منذ البداية، مذكراً إياه بأهمية الانضباط والالتزام:

“والدي كان دائماً يشجعني ويأخذني إلى النادي، وأخبرني حين اخترت المواي تاي أن ألتزم به بالكامل، وهذا الدعم منحني القوة للتفوق”.

وعنان يعي جيداً أن الدعم الذي يحظى به ليس قاعدة لكل المقاتلين، لكنه يحث الجميع على المثابرة حتى في غياب التشجيع، مؤمناً بأن الإرادة تصنع الفارق.

آفاق وتطلعات نجم المواي تاي الشاب في فئة وزن الديك نحو المستقبل

بطل العالم المؤقت عن فئة وزن الديك لا يكتفي بما حققه حتى اليوم، بل يتطلع إلى مواصلة الصعود والتفوق في بطولة “ون” التي يراها بداية لمسيرة أسطورية قادمة. عندان يؤمن بأن الطموح والعمل هما مفتاحا النجاح، ويرفض ترك الأمر للصدفة أو الحظ:

يقول: “كنت أريد أن أصبح بطلاً عالمياً منذ البداية، وواصلت السعي دون تردد، وأحث الجميع على الفوز بما يرغبون به”.

برغم صغر سنه، إلا أن ثقة عنان بنفسه كبيرة، ويتوقع أن يكون تهديداً حقيقياً لأي منافس خلال السنوات القادمة، مؤكداً أن السنوات المقبلة ستكون حاسمة في مسيرته التي لم تظهر فيها إلا بدايات إمكانياته.

كاتب وصحفي يهتم بالشأن الاقتصادي والملفات الخدمية، يسعى لتبسيط المعلومات المعقدة للقارئ من خلال تقارير واضحة وأسلوب مباشر يركز على أبرز ما يهم المواطن.