رسوم مدارس التربية الخاصة في السعودية: الشرقية تتصدر وتبوك تتراجع بأدنى تكاليف

مع بداية العام الدراسي الجديد، شهدت رسوم مدارس التربية الخاصة في القطاع الأهلي تفاوتًا كبيرًا، حيث وصلت الزيادة في بعض الحالات إلى 100%، وفقًا لما أوردته وزارة التعليم في كشف مفصل يقارب 300 صفحة يتضمن أسماء المدارس الأهلية ومناطقها ورسومها. وأثار هذا التفاوت مخاوف أولياء الأمور الذين ناشدوا الوزارة بالتدخل لضبط ارتفاع الرسوم، خصوصًا في قطاع التربية الخاصة الذي يعاني من غلاء غير مبرر يثقل كاهل الأسر.

تفاوت رسوم مدارس التربية الخاصة في القطاع الأهلي وأثرها على الأسر

شهدت رسوم مدارس التربية الخاصة في القطاع الأهلي تفاوتًا ملحوظًا بين مناطق المملكة، ما سبب عبئًا ماليًا كبيرًا على بعض الأسر؛ حيث أشار سلطان المطيري إلى أن الأسعار تختلف بشكل كبير بين المدارس، وأن عملية تحديد الرسوم تُترك للملاك دون رقابة فعالة، مما يزيد العبء على الأسر. من جهته، أكد عبدالله الشمري، وهو والد لطفل من فئة التربية الخاصة، أن الرسوم في العاصمة الرياض تصل أحيانًا إلى 100 ألف ريال سنويًا، وهو مبلغ كبير يصعب تحمله، ويجعل من التعليم الخاص عبءً اقتصاديًا كبيرًا على فئات واسعة.

أما في المنطقة الشرقية، فقد أكدت أم محمد ارتفاع الرسوم بشكل كبير رغم تقليل الوزارة للفصول الدراسية من ثلاثة إلى فصلين فقط، وهو ما كان من المفترض أن يُخفف التكاليف عوض زيادتها، مما يشير إلى عدم تناسب الأسعار مع الخدمات المقدمة. كذلك، طالب فارس القحطاني المدارس بخفض الرسوم خصوصًا بعد السماح لها باستثمار مرافقها وتأجيرها لتعزيز مواردها المالية؛ الأمر الذي يلزمها بضبط الأسعار وعدم تحميل أولياء الأمور أعباء إضافية.

توزيع رسوم مدارس التربية الخاصة حسب المناطق وأبرز الفروقات السعرية

أظهر الكشف الصادر عن وزارة التعليم أن المنطقة الشرقية تتصدر قائمة المناطق الأعلى رسومًا في مدارس التربية الخاصة، حيث تصل الرسوم إلى 114 ألف ريال سنويًا، تليها العاصمة الرياض التي سجلت رسومًا وصلت إلى 100 ألف ريال، بينما في مكة المكرمة تراوحت الرسوم بين مستويات متباينة تصل إلى 65 ألف ريال؛ أما جدة فسجّلت 70 ألف ريال كحد أقصى. وكان الحد الأعلى في منطقة القصيم يبلغ 45 ألف ريال، بينما تراوح سقف الرسوم في عنيزة بين 50 و55 ألف ريال. وجاءت مناطق جنوب المملكة بارتفاع متفاوت، إذ وصلت الرسوم في جازان إلى 102 ألف ريال، بينما سجّلت شرورة 50 ألف ريال؛ وفي شمال المملكة كانت منطقة تبوك الأقل من حيث الرسوم، حيث وصلت إلى 36 ألف ريال فقط.

مبادرة استثمار المرافق التعليمية ودورها في دعم قطاع التربية الخاصة

انطلاقًا من حرص وزارة التعليم على دعم مدارس القطاع الأهلي وتحسين جودة الخدمات التعليمية، تعاونت الوزارة مع الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة “منشآت” لإطلاق مبادرة استثمار المرافق التعليمية، التي تهدف إلى تعزيز الموارد المالية للمدارس من خلال استثمار وتأجير المرافق المتاحة داخل المدارس وخارج أوقات الدوام الرسمي. تشمل هذه المرافق الملاعب، الصالات الرياضية، الساحات الخارجية، المسابح، الفصول الدراسية، المعامل، المقاصف، المكتبات، المسارح، وقاعات الاجتماعات. وتتنوع الأنشطة الممكن تنفيذها بين التعليمية، الرياضية، الثقافية، والترفيهية، بالإضافة إلى أنشطة تتعلق بالتغذية والصحة.

تُسهم المبادرة في ربط العرض والطلب عبر منصات التسويق، وأتمتة عمليات التأجير والإدارة؛ مما يسهل على المدارس تحسين إيراداتها المالية دون زيادة الرسوم على الأسر، ويعزز من استدامة الموارد وتحسين جودة الخدمات للمستفيدين.