الدولار الأمريكي ينتعش رغم توقعات خفض الفائدة الفيدرالية وتأثيرها المحتمل على الأسواق
ارتفع الدولار الأمريكي مقابل سلة من العملات الرئيسية يوم الاثنين، متعافياً من التراجع الحاد الذي شهدته العملة الأسبوع الماضي بعد تصريحات جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، والتي عززت التكهنات بخفض أسعار الفائدة في اجتماع سبتمبر المقبل.
مؤشر الدولار وتذبذب العملات أمام الدولار الأمريكي
شهد مؤشر الدولار، الذي يعكس قيمة العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات الأجنبية، ارتفاعاً بنسبة 0.49% ليصل إلى 98.32، محققاً بذلك أكبر مكسب ليومي منذ 30 يوليو، في حين انخفض اليورو بنسبة 0.69% إلى 1.1634 دولار، بعدما بلغ أعلى مستوى له خلال أربعة أسابيع عند 1.174225 دولار يوم الجمعة السابق. وتأتي هذه التحركات وسط توقعات متزايدة من مؤسسات وساطة كبرى مثل باركليز وبي إن بي باريبا ودويتشه بنك بخفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس من قبل الاحتياطي الفيدرالي في سبتمبر، بعد تأكيد باول على تزايد المخاطر التي تواجه سوق العمل الأمريكي، مع استمرار تهديد التضخم للسياسات النقدية.
تأثير احتمالات خفض أسعار الفائدة على مسار الدولار الأمريكي
رغم استعداد باول وحلفائه لاتخاذ خطوة خفض أسعار الفائدة في الشهر المقبل، إلا أن مجموعة من المؤشرات الاقتصادية المهمة خلال الأيام القادمة قد تؤثر على قرارهم. يشمل ذلك تقرير نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي، وبيانات الوظائف غير الزراعية، بالإضافة إلى مؤشر أسعار المستهلك لشهر أغسطس. حسب آراء مات ويلر، الرئيس العالمي لأبحاث السوق في StoneX، فإن ارتفاع معدلات التضخم أو ضعف التوقعات في سوق العمل قد يدفع البنك المركزي لتأجيل خفض الفائدة، ما يؤثر مباشرة على ديناميكيات الدولار الأمريكي. وتحاط تداولات الدولار اليوم بتحفظ واضح، حيث يتوقع المتداولون احتمالات متفاوتة بين خفض الأسعار أو إبقائها مستقرة، مما يدعم انتعاشه المعتدل دون صخب ملحوظ. سجلت أداة FedWatch الموجودة ضمن CME توقعات بفرصة 84.3% لخفض سعر الفائدة بنحو ربع نقطة في سبتمبر، بانخفاض طفيف عن الجلسة السابقة، لكنها تفوق كثيرا التوقعات قبل شهر والتي بلغت 61.9%.
عوائد السندات وتأثيرها على موقف المستثمرين تجاه الدولار الأمريكي واليورو
تصاعدت عوائد سندات منطقة اليورو يوم الاثنين، بعد تراجعها في أواخر الأسبوع الماضي، حيث قام المستثمرون بمراجعة توقعاتهم لبنك الاحتياطي الفيدرالي وتأثير ذلك على الأسواق الأوروبية، خاصة في ظل تحسن معنويات الشركات الألمانية. فقد ارتفع عائد السندات الألمانية لأجل 10 سنوات بمقدار 3.9 نقاط أساس مسجلاً 2.758%، واضعاً إياه قرب أعلى مستوياته خلال خمسة أشهر. كما شهدت عوائد السندات الأمريكية ارتفاعًا طفيفًا عبر مختلف آجالها، حيث زاد عائد سندات الخزانة لأجل عامين الذي يُتأثر بتوقعات أسعار الفائدة بمقدار 4 نقاط أساس ليصل إلى 3.728%. وفي سياق موازٍ، تتركز أنظار المستثمرين أيضاً على المحاولات التي تبذلها إدارة ترامب لإعادة هيكلة الاحتياطي الفيدرالي، في خطوة تبدو أنها قد تستغرق بعض الوقت، وفق تصريحات مستشار البيت الأبيض الاقتصادي. وأشارت تحليلات جولدمان ساكس إلى أن تلك الخطوات قد تمثل تحدّياً بشأن استقرار السندات طويلة الأجل، كما يتضح من ارتفاع طفيف في عوائد سندات الخزانة لأجل 30 عامًا إلى 4.8836%.
المؤشر | القيمة الحالية | التغير |
---|---|---|
مؤشر الدولار | 98.32 | +0.49% |
عائد السندات الألمانية 10 سنوات | 2.758% | +3.9 نقطة أساس |
عائد سندات الخزانة الأمريكية 2 سنوات | 3.728% | +4 نقاط أساس |
عائد سندات الخزانة الأمريكية 30 سنة | 4.8836% | +0.1 نقطة أساس |
يراقب المستثمرون بحذر بيانات قادمة مهمة، تشمل مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي المفضل لدى الاحتياطي الفيدرالي وبيانات الرواتب لشهر أغسطس، حيث ستحدد هذه الأرقام الموقف النهائي للبنك المركزي تجاه سعر الفائدة. هذا المزيج من المتغيرات يؤكد على التعقيد في التعامل مع تقلبات الدولار الأمريكي وخيارات السياسيين النقديين في مواجهة توقعات الأسواق.