أسعار النفط تسجل أول ارتفاع أسبوعي بعد 3 أسابيع من التراجع المستمر

شهدت أسعار النفط خلال تعاملات هذا الأسبوع أول مكاسبها الأسبوعية بعد ثلاثة أسابيع من التراجع، حيث ارتفعت مؤشرات الخام وسط حالة من الترقب بشأن التطورات المحتملة في الحرب الروسية الأوكرانية، بالإضافة إلى تأثير بيانات المخزونات الأمريكية والاقتصاد العالمي على تحركات الأسعار.

تحليل أسعار النفط اليوم وتأثيرها على السوق العالمي

شهدت أسعار النفط اليوم ارتفاعًا طفيفًا؛ إذ زادت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 6 سنتات أي ما يعادل 0.09% لتغلق عند 67.73 دولارًا للبرميل، فيما ارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط (WTI) بمقدار 14 سنتًا بنسبة 0.22% لتصل إلى 63.66 دولارًا للبرميل. على مدار الجلسة السابقة، سجل كلا الخامين مكاسب تتجاوز 1%، لينهي برنت الأسبوع بارتفاع يصل إلى 2.9%، بينما صعد خام غرب تكساس بنسبة 1.4%. ويرى محللو السلع أن تحركات الأسعار مرتبطة بترقب الأسواق للخطوة التالية من الجانب الأمريكي، خاصة في ظل تعثر التوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا.

تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على أسعار النفط العالمية

تستمر الحرب الروسية الأوكرانية في فرض حالة من عدم اليقين على الأسواق، حيث أشار الرئيس الأمريكي إلى مراقبته لتعاون بوتين وزيلينسكي لإنهاء النزاع الممتد لأكثر من ثلاث سنوات ونصف، بينما أكد محللون أن المفاوضات لا تسير بالسرعة المطلوبة، مما يثقل على الأساس النفطي للأسعار. خلال الأسبوع، نفذت روسيا هجومًا جويًا قرب الحدود مع الاتحاد الأوروبي، فيما ردت أوكرانيا بقصف مصفاة ومحطة ضخ مهمة ضمن خط أنابيب دروجبا الذي يزود أوروبا بالنفط الروسي، مما قد يؤدي إلى توقف الإمدادات إلى مناطق مثل المجر وسلوفاكيا لما لا يقل عن خمسة أيام. وفي ظل تصعيد التوترات، تسعى الولايات المتحدة لترتيب قمة بين الرئيسين للتوسط في السلام، لكن الحواجز لا تزال كبيرة، لا سيما مع تجنب موسكو تحديد مهلة زمنية للمفاوضات ورفض كييف تقديم تنازلات على أراضيها. وتشير تحليلات إلى أن استمرار الحرب وعدم وضوح وقف إطلاق النار يزيد من احتمال فرض عقوبات أمريكية قاسية على روسيا، وهو عامل يؤثر بشكل مباشر على أسعار النفط.

دور المخزونات الأمريكية والاقتصاد العالمي في تحريك أسعار النفط

تلقت أسعار النفط دعمًا ملحوظًا بعد صدور بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية التي أظهرت انخفاضًا في مخزونات الخام بمقدار 6 ملايين برميل خلال الأسبوع المنتهي في 15 أغسطس، متجاوزة التوقعات التي كانت تشير إلى انخفاض قدره 1.8 مليون برميل فقط؛ ما يعزز نقطة التوازن بين العرض والطلب. وفي الوقت نفسه، سجل عدد منصات الحفر الأمريكية تراجعًا إلى 538 منصة، وهو أدنى مستوى منذ منتصف يوليو، في استمرار لتراجع النشاط الذي شهده القطاع خلال الأسابيع الماضية. على الجانب الاقتصادي العالمي، أثرت البيانات الضعيفة القادمة من ألمانيا على توقعات الطلب على النفط، إذ انكمش أكبر اقتصاد في أوروبا بنسبة 0.3% في الربع الثاني، مما زاد من مخاوف تباطؤ الطلب في المنطقة. فيما يترقب المستثمرون القرارات المحتملة للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خلال المؤتمر الاقتصادي في جاكسون هول، خاصة بعد إشارات رئيس البنك المركزي إلى احتمال خفض أسعار الفائدة، وهو ما قد ينعش النمو الاقتصادي ويزيد الطلب على النفط، مؤديًا إلى تحسن الأسعار في المستقبل القريب.