ملكة العملة الرقمية تكشف أسرار خداع العالم وسر اختفائها بعد سرقة 5 مليارات دولار

تُعتبر قصة “ون كوين” واحدة من أكثر الأحداث إثارة في عالم العملات الرقمية، حيث استولت على أموال بمليارات اليوروهات قبل أن تختفي دكتورتها، روجا إغناتوفا، الغامضة التي قدّمت وعدًا بالثروة عبر عملتها الرقمية الزائفة، مما أثار سلسلة من التساؤلات والفضائح حول حقيقة هذه العملة المشفرة ومخاطرها.

كيف أُطلقت “ون كوين” كعملة رقمية واعدة وسط زخم العملات المشفرة

شهد عام 2016 لحظة حاسمة عندما ظهرت روجا إغناتوفا على منصة ضخمة في لندن لتعلن عن رؤيتها لعملة “ون كوين”، مؤكدة أنها ستتخطى بيتكوين وتصبح العملة المشفرة الأولى المستخدمة عالميًا، مع وعد بدفع في أي مكان دون وسيط. جاذبيتها وثقتها حفزتا الحشود لتبني عملتها، خاصة أنها استثمرت في خلق صورة أن “ون كوين” ستؤدي إلى ثورة مالية حقيقية، مما جعل المستثمرين من باكستان والبرازيل إلى النرويج يضخوا أكثر من 4 مليارات يورو خلال عدة سنوات. رغم الحماسة، كانت “ون كوين” تفتقر إلى العنصر الأهم في العملات الرقمية، وهو تكنولوجيا البلوك تشين، مما جعل استثمارها وعودًا ليست سوى وهم.

الأبعاد الحقيقية وعملية التسويق الهرمي وراء عملة “ون كوين” الرقمية

ما جعل “ون كوين” تنتشر فعليًا ليس الابتكار التكنولوجي، بل الاستراتيجية التسويقية القائمة على التسويق الهرمي، إذ استخدمت روجا شبكة من المسوقين ذوي الخبرة لتجنيد المستثمرين الجدد، بينما كانت العوائد تخرج من أموال المدخلين الجدد، وليس من أرباح تجارية حقيقية. فقد بين خبير تقني رفض تولي منصب في الشركة اكتشافه عدم وجود بلوك تشين، وأن العملة تعتمد على قاعدة بيانات عادية سهلة التلاعب، مما حول “ون كوين” إلى مخطط هرمي عالمي شبيه بالأهرامات المالية.

  • استخدام مسوقين محترفين لتعزيز شبكة المستثمرين.
  • بيع باقات استثمارية من 140 إلى 118,000 يورو مقابل رموز رقمية بلا قيمة.
  • دفع العوائد من أموال المستثمرين الجدد فقط، دون أي نشاط تجاري حقيقي.

اختفاء روجا إغناتوفا وتداعيات فضيحة “ون كوين” المالية الكبرى

مع تزايد أموال “ون كوين”، أنفقت روجا لياليها على حفلات فاخرة وعقارات ثمينة، لكن الشكوك بدأت مع تأجيل إطلاق البورصة الرقمية التي كانت ستتيح تحويل الرموز إلى أموال حقيقية. في أكتوبر 2017، اختفت دون أي أثر بعد رحلتها من صوفيا إلى أثينا، تاركة المشروع يتدحرج حتى اعتقال شقيقها وهجوم السلطات على العملية باستمرار. الولايات المتحدة وجهت لها اتهامات غيابية تشمل الاحتيال وغسل الأموال، بينما استمر بعض المستثمرين في الإيمان بخطوات استرداد أموالهم. تعقب أموال “ون كوين” يظل متراميًا بسبب هيكليات معقدة واستخدام شركات وهمية، كما أن الرد التنظيمي جاء متأخرًا، مما سمح لاستمرار الاحتيال على نطاق واسع.

الجانب التفاصيل
قيمة الاستثمارات بين 5 إلى 15 مليار دولار حسب التقديرات
بلدان المستثمرين باكستان، البرازيل، هونغ كونغ، النرويج، بريطانيا
تاريخ اختفاء روجا أكتوبر 2017، بعد رحلة من صوفيا إلى أثينا
الاتهامات الموجهة احتيال مالي وغسل أموال
السلطات المعنية مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، هيئة السلوك المالي البريطانية

ما تزال آثار فضيحة “ون كوين” تلازم السوق الرقمي، إذ يحتفظ الضحايا بآمال في العدالة، بينما تُظهر القصة أهمية الحذر والفهم العميق قبل الاستثمار في العملات المشفرة، خاصة تلك التي تفتقر للتكنولوجيا الأساسية أو تروج لوعود خيالية تستند إلى نظام هرم متسلط.

كاتب لدي موقع عرب سبورت في القسم الرياضي أهتم بكل ما يخص الرياضة وأكتب أحيانا في قسم الأخبار المنوعة