المرأة تواجه العنف: استراتيجيات فعالة للحماية الشخصية والوقاية

تحمي المرأة نفسها من العنف باتباع أساليب متعددة تلجأ إليها في وجه التحديات المتزايدة التي تواجهها يوميًّا؛ إذ تظهر إحصائيات الأمم المتحدة أن حوالي كل 10 دقائق تقتل امرأة، مما يفرض أهمية تعلم النساء لتقنيات الدفاع عن النفس كخطوة ضرورية للحماية الذاتية، خاصة مع ضعف تطبيق القوانين المخصصة لردع العنف.

تأثير العنف على المرأة والدافع لتعلم تقنيات الدفاع عن النفس

تشير الأمم المتحدة إلى أن نسبة النساء اللواتي يتعرضن للعنف في منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط تصل إلى 37%، وهي نسبة مثيرة للقلق رغم وجود قوانين تهدف لحماية النساء من هذه الظاهرة، إلا أن ضعف التطبيق والتحديات المجتمعية تقلل من فاعليتها؛ فالكثير من النساء يمتنعن عن التبليغ لأسباب تتعلق بالخوف من الأسرة أو وصمة العار، إضافة إلى غياب مراكز الشرطة في مناطق النزاعات والحروب، مما يزيد من تعرضهن للخطر. هذه الظروف دفعت عددًا من النساء إلى اللجوء لتعلم الفنون والرياضات القتالية لتوفير مستوى من الحماية الذاتية، وتطوير مهارات تمكنهن من مواجهة المواقف العدائية بصورة عملية.

مراكز تعليم الدفاع عن النفس كخيار وقائي للنساء في الشرق الأوسط

في ضوء الحاجة الملحة لحماية المرأة، برزت مبادرات تهدف لتوفير التدريب في مجال الدفاع عن النفس؛ وعلى رأسها المركز الذي أسسته رائدة الأعمال لينا خليفة، والذي يعد الأول من نوعه في الشرق الأوسط المكرس لتعليم الفتيات تقنيات الحماية الذاتية. كذلك تبرز سهام القصير، مدربة الأمن والحماية البدنية، التي تقدم برامج تدريبية مكثفة تمكن الفتيات من الدفاع عن أنفسهنّ في مواقف العنف المحتملة. هذه الخطوات المتخصصة توفر للسيدات المهارات النفسية والجسدية التي تعزز من ثقتهن بقدراتهن على التعامل مع المخاطر الأمنية بشكل فعّال.

قصص نجاح نسائية في الرياضات القتالية لتعزيز الأمن الذاتي

تجارب عدد من النساء اللاتي أسسن مراكز لتعليم الفنون القتالية تسلط الضوء على أثر تعلم الدفاع عن النفس في حياتهن وحياة شابات مجتمعاتهن؛ ومنها سماح أحمد، المعروفة بلقب “دبابة مصر”، التي أسست مركزًا في مصر لتعليم الرياضات القتالية للشباب والشابات، مما ساهم في رفع وعيهم بأهمية المهارات الدفاعية. بالإضافة إلى ذلك، تسلط البطلة العراقية رسل صالح الضوء على جهودها في دعم الفتيات لممارسة الرياضات القتالية، والعمل على تغيير العادات والتقاليد التي تحول أحيانًا دون تمكين المرأة، حيث تؤكد رسل أن هذه الرياضات لا تقتصر على الدفاع؛ بل تمثل مرحلة لبناء شخصية قوية ومستقلة.

وتجربة مريم التومي من فريق اكسترا في تعلم تقنيات الدفاع عن النفس، تحت إشراف المدربة سهام القصير، تعكس تزايد الوعي بضرورة امتلاك المرأة لمهارات الحماية الذاتية، خاصة في ظل التحديات الأمنية القائمة في العديد من الدول.

كاتب وصحفي يهتم بالشأن الاقتصادي والملفات الخدمية، يسعى لتبسيط المعلومات المعقدة للقارئ من خلال تقارير واضحة وأسلوب مباشر يركز على أبرز ما يهم المواطن.